مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج ٢ - الصفحة ٢١٨
عمرو بن شعيب عن أبيه محمد بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس خف الا أحدثكم بأحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة ثلاث مرات يقولها قال قلنا بلى يا رسول الله قال فقال أحسنكم أخلاقا حدثنا عبد الله حدثني أبي قال يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق قال وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عروة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت له ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانت تظهر من عداوته قال حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا قال فبينما هم كذلك إذا طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل يمشى حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفا بالبيت فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول قال فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها فقال تسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل الا كأنما على رأسه طائر واقع حتى أن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفأه بأحسن ما يجد من القول حتى أنه ليقول انصرف يا أبا القاسم انصرف راشدا فوالله ما كنت جهولا قال فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه فبينما هم في ذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد فأحاطوا به يقولون له أنت الذي تقول كذا وكذا لما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم قال فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أنا الذي أقول ذلك قال فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه قال وقام أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه دونه يقول وهو يبكى أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله ثم انصرفوا عنه فان ذلك لا شد ما رأيت قريشا بلغت منه قط حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال وحدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو أن وفد هوازن أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا يا رسول الله انا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم قالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا بل ترد علينا نساؤنا وأبناؤنا فهو أحب إلينا فقال لهم أما ما كان لي ولبنى عبد المطلب فهو لكم فإذا صليت للناس الظهر فقوموا فقولوا انا نستشفع برسول الله صلى الله عليه سلم إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك واسأل لكم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ما كان لي ولبنى عبد المطلب فهو لكم قال المهاجرون وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا وقال عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر أما أنا وبنو فزارة فلا قال عباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا قالت بنو سليم لا ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول عباس يا بنى سليم وهنتموني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله بكل انسان ست فرائض من أول شئ نصيبه فردوا على الناس أبناءهم
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست