ان عبيد الله بن عبد الله أخبره ان ابن عباس اخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال هلا استمعتم باهابها فقالوا يا رسول الله انها ميتة فقال إنما حرم أكلها حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قال ثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه محمد بن مسلم قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ان عبد الله بن عباس أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الاسلام وبعث كتابه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر فدفعه عظيم بصرى وكان قيصر لما كشف الله عز وجل عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيليا على الزرابي تبسط له فقال عبد الله بن عباس فلما جاء قيصر كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين قرأه التمسوا لي من قومه من أسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس فأخبرني أبو سفيان بن حرب انه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارا وذلك في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش قال أبو سفيان فأتاني رسول قيصر فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيليا فأدخلنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه عليه التاج وإذا حوله عظماء الروم فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان أنا أقربهم إليه نسبا قال ما قرابتك منه قال قلت هو ابن عمى قال أبو سفيان وليس في الركب يومئذ رجل من بنى عبد مناف غيري قال فقال قيصر أدنوه منى ثم أمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ثم قال لترجمانه قل لأصحابه انى سائل هذا عن الرجل الذي يزعم أنه نبي فان كذب فكذبوه قال أبو سفيان فوالله لولا الاستحياء يومئذ ان يأثر أصحابي عنى الكذب لكذبته حين سألني ولكني استحيت ان يأثروا عنى الكذب فصدقته عنه ثم قال لترجمانه قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم قال قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله قال قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه في الكذب قبل ان يقول ما قال قال فقلت لا قال فهل كان من آبائه من ملك قال قلت لا قال فاشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم قال قلت بل ضعفاؤهم قال فيزيدون أم ينقصون قال قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قال قلت لا قال فهل يغدر قال قلت لا ونحن الان منه في مدة ونحن نخاف ذلك قال قال أبو سفيان ولم تمكني كلمة ادخل فيها شيئا أنتقصه به غيرها لا أخاف ان يأثروا عنى قال فهل قاتلتموه أو قاتلكم قال قلت نعم قال كيف كانت حربكم وحربه قال قلت كانت دولا سجالا ندال عليه المرة ويدال علينا الأخرى قال فبم يأمركم قال قلت يأمرنا ان نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال فقال لترجمانه حين قلت له ذلك قل له انى سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال هذا القول أحد منكم قط قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله قلت رجل يأتم بقول قيل قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال فزعمت أن لا فقد أعرف انه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله عز وجل وسألتك هل كان من آبائه من ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفائهم اتبعوه وهم اتباع الرسل وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الايمان
(٢٦٢)