«فان الشيعة من أول نشأتها لا تبيح الرجوع في الدين إلى غير أئمتها، ولذلك عكفت هذا العكوف، وانقطعت في أخذ معالم الدين إليهم بذلت الوسع والطاقة عكفت هذا العكوف، وانقطعت في أخذ معالم الدين إليهم بذلت الوسع والطاقة في تدوين كل ما شافهوها به واستفرغت الهمم والعزائم في ذلك بما لا مزيد عليه حفظا للعلم الذي لا يصح (على رأيها) عند الله سواه وحسبك (مما كتبوه أيام الصادق) تلك الأصول الأربع مائة، وهي أربع مئة مصنف لأربع مائة مصنف كتبت من فتاوى الصادق على عهده ولأصحاب الصادق غيرها، هو أضعاف أضعافها» (1). «وبسعيهم نشرت علوم آل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فشكر الله مساعيهم بسعة رحمته في العقبى وأخلد ذكرهم في الدنيا بما كتبت من تراجمهم بعد عصرهم في الكتب الرجالية القديمة مثل كتاب الرجال لعبد الله بن جبلة الكناني المتوفى سنة 219 ه. ومشيخة الحسن ابن محبوب المتوفى سنة 224 ه. ورجال الحسن بن فضال المتوفى سنة 224 ه. ورجال ولده علي بن الحسن ورجال محمد بن خالد وولده أحمد بن محمد بن خالد الذي توفى سنة 274 ورجال الشريف أحمد العقيقي المتوفي سنة 280 ه.» (2).
ولكن بعد هذه الفترة بدأت الضغوط تزداد على الشيعة والمصنفات والكتب تختفي وأحاديث أهل البيت لا يتكلم بها الشيعة تقية إلا في مجالسهم الخاصة حتى زمن الغيبة الكبرى وقبلها الغيبة الصغرى حيث كانوا السفراء يكتبون للامام - عجل الله فرجه - والامام - عجل الله فرجه - يجيب ويوقع على الكتاب.
كما قال صاحب الرسائل «وأما ما نقلوا منه ولم يصرحوا باسمه فكثير جدا مذكور في كتب الرجال يزيد على ستة آلاف وستمائة كتاب عليه ما ضبطناه» (3). فمن عصر الامام علي بن أبي طالب - عليه السلام - إلى عصر الامام العسكري - عليه السلام - كتب 6600 كتاب كما أحصاه الشيخ الحر العاملي (قدس سره) برزت منها تصانيف وكتب ونوادر ورسائل قد كانت موضع الاعتماد والأهمية ولها المكانة العالية ومرجع الشيعة إليها