الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٢١
فقال: خلوا له نهجا ولا تجدوا * بأسا بتمكينه قصدي وإتياني 20 فجاء حتى رقى أعواد منبره * مهمهما بلسان الخاضع الجاني من غيره بطن العلم الخفي؟ ومن * سواه قال: اسألوني قبل فقداني؟
ومن وقت نفسه نفس الرسول وقد * وافى الفراش ذوو كفر وطغيان؟
ومن تصدق في حال الركوع ولم * يسجد كما سجدت قوم لأوثان؟
من كان في حرم الرحمن مولده * وحاطه الله من باس وعدوان؟ 25 من غيره خاطب الرحمن واعتضدت * به النبوة في سر وإعلان؟
من أعطي الراية الغراء إذ ربدت * نار الوغا فتحاماها الخميسان؟
من ردت الكف إذ بانت بدعوته؟ * والعين بعد ذهاب المنظر الفاني؟
من أنزل الوحي في أن لا يسد له * باب وقد سد أبواب لإخوان؟
ومن به بلغت من بعد أوبتها * براءة لأولي شرك وكفران؟ 30 ومن تظلم طفلا وارتقى كتف * المختار خير ذوي شيب وشبان؟
ومن يقول: خذي يا نار ذا وذري * هذا وبالكأس يسقي كل ظمآن؟
من غسل المصطفى؟ من سال في يده * أجل نفس نأت عن خير جثمان؟
ومن تورك متن الريح طائعة * تجري بأمر مليك الخلق رحمان؟
حتى أتى فتية الكهف الذين جرت * على مراقدهم أعصار أزمان 35 فاستيقظوا ثم قالوا بعد يقظتهم *: أنت الوصي على علم وإيقان * (ما يتبع الشعر) * في هذه القصيدة إشارة إلى لمة من فضائل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد بسطنا القول في جملة مهمة منها في الأجزاء السابقة ونذكر هنا ما أشار إليه شاعرنا بقوله:
من كان في حرم الرحمن مولده * وحاطه الله من باس وعدوان؟
يريد به قصة ولادته صلوات الله عليه في الكعبة المعظمة، وقد انشق جدار البيت لأمه فاطمة بنت أسد فدخلته ثم التأمت الفتحة، فلم تزل في البيت العتيق حتى ولدت مشرف البيت بذلك الهبوط الميمون، وأكلت من ثمار الجنة، ولم ينفلق
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»