بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١٠
خيرا من خديجة، ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبأه لنا.
ومنه، قال الدولابي يرفعه عن رجاله: إنه كان من بدء أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أنه رأى في المنام رؤيا فشق عليه، فذكر ذلك لصاحبته خديجة، فقالت له: أبشر، فإن الله تعالى لا يصنع بك إلا خيرا، فذكر لها أنه رأى أن بطنه اخرج فطهر وغسل ثم أعيد كما كان، قالت: هذا خير فأبشر، ثم استعلن له جبرئيل فأجلسه على ما شاء الله أن يجلسه عليه، وبشره برسالة الله حتى اطمأن، ثم قال: اقرأ، قال كيف أقرء؟ قال: " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم " فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله رسالة ربه واتبع الذي جاء به جبرئيل من عند الله، وانصرف إلى أهله، فلما دخل على خديجة قال: أرأيتك الذي كنت أحدثك ورأيته في المنام فإنه جبرئيل استعلن، وأخبرها بالذي جاءه من عند الله وسمع، فقالت: أبشر يا رسول الله، فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرا، فاقبل الذي أتاك الله، وأبشر فإنك رسول الله حقا.
وروي مرفوعا إلى الزهري قال: كانت خديجة أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله.
وعن ابن شهاب: أنزل الله على رسوله القرآن والهدى وعنده خديجة بنت خويلد.
وقال ابن حماد: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج خديجة على اثنتي عشرة أوقية ذهبا وهي يومئذ ابنة ثماني وعشرين سنة.
وحدثني ابن البرقي أبو بكر، عن ابن هشام، عن غير واحد، عن أبي عمرو بن العلاء قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة.
وعن قتادة بن دعامة قال: كانت خديجة قبل أن يتزوج بها رسول الله صلى الله عليه وآله عند عتيق ابن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، يقال: ولدت له جارية وهي أم محمد بن صيفي المخزومي، ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة هند بن زرارة التيمي، فولدت له هند بن هند، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله.
وبإسناده يرفعه إلى محمد بن إسحاق قال: كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقت بما جاء من الله، ووازرته على أمره، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله ذلك عن رسول الله
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402