حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني - ج ١ - الصفحة ١٣٠
وقال آخر: لا تكلموه إن كان رسولا من الله كما يزعم، هو أعظم قدرا أن يكلمنا، وإن كان كاذبا على الله فهو أسرف بكلامه.
وجعلوا يستهزءون به، فجعل يمشى كلما وضع قدما وضعوا له صخرة، فما فرغ من أرضهم إلا وقدماه تشخب دما، فعمد لحائط من كرومهم، وجلس مكروبا، فقال: اللهم إني أشكو إليك غربتي وكربتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، أنت رب المكروبين، اللهم إن لم يكن لك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي الثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، لك الحمد حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قيل: وكان في الكرم عتبة بن ربيعة، وشيبة، فكره أن يأتيهما، لما يعلم من عداوتهما.
فقالا لغلام لهما يقال: عداس: خذ قطفين (1) من العنب، وقدحا من الماء، واذهب بهما إلى ذلك الرجل، وإنه سيسئلك أهدية أم صدقة، فإن قلت: صدقة لم يقبلها، بل قل له: هدية.
فمضى ووضعه بين يديه، فقال: هدية أم صدقة؟ فقال: هدية، فمد يده وقال: بسم الله، وكان عداس نصرانيا، فلما سمعه عجب منه، وصار ينظره، فقال له: يا عداس من أين؟ قال: من أهل نينوى، قال: من مدينة الرجل الصالح أخي يونس بن متى، قال: ومن أعلمك؟ فأخبره بقصته، وبما أوحي إليه، فقال: ومن قبله؟ فقال: نوح، ولوط، وحكاه بالقصة، فخر ساجدا لله، وجعل يقبل قدميه، هذا وسيداه ينظران إليه.
فقال أحدهما للآخر: سحر غلامك، فلما أتاهما قالا له: ما شأنك سجدت وقبلت يديه؟ فقال: يا أسيادي ما على وجه الأرض أشرف ولا ألطف ولا أخير منه، قالوا: ولم ذلك؟ قال: حدثني بأنبياء ماضية، ونبينا يونس بن

(1) القطف (بكسر القاف وسكون الطاء): العنقود ساعة يقطف.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 129 130 131 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 1
2 المنهج الأول في رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله 7
3 الباب الأول: في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام في أول الأمر 9
4 الباب الثاني: في مولده الشريف صلى الله عليه وآله 21
5 الباب الثالث: توحيده الله تعالى عند ولادته وتيقظه للإيمان بالله سبحانه و تعالى في صغره 31
6 الباب الرابع: في معرفة أهل الكتاب له في وقت ولادته أنه صلى الله عليه وآله النبي المبعوث خاتم النبيين 35
7 الباب الخامس: في معرفة أهل الكتاب له بالنعت له في كتبهم وما ظهر لهم من دلائل النبوة 41
8 الباب السادس: في دفاع الله سبحانه وتعالى عنه الكفار من أهل الكتاب قبل البعثة لما علموا بنعته صلى الله عليه وآله 59
9 الباب السابع: في بعثته صلى الله عليه وآله 65
10 الباب الثامن: في ثقل الوحي وما كان يأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله من الإغماء إذا كان بغير واسطة جبرئيل 77
11 الباب التاسع: كيفية تبليغه صلى الله عليه وآله كافة 79
12 الباب العاشر: في إظهاره صلى الله عليه وآله الدعوة إلى الله تعالى و نزول الشعب 81
13 الباب الحادي عشر: في نزول الشعب وحماية أبي طالب وما يدل على إيمانه من طريق العامة 95
14 الباب الثاني عشر: في أذى المشركين له 107
15 الباب الثالث عشر: في قوله تعالى " إنا كفيناك المستهزئين " وهلاك الفراعنة 121
16 الباب الرابع عشر: فيما عمله صلى الله عليه وآله بعد موت عمه أبي طالب عليه السلام قبل الهجرة 129
17 الباب الخامس عشر: في الهجرة إلى المدينة 133
18 الباب السادس عشر: وهو من الباب السابق 155
19 الباب السابع عشر: في صفته صلى الله عليه وآله 163
20 الباب الثامن عشر: صفته في الإنجيل 167
21 الباب التاسع عشر: في صفته صلى الله عليه وآله ومدخله ومخرجه ومسكنه صلى الله عليه وآله 171
22 الباب العشرون: في مجلسه في العلم وتسويته بين أصحابه في اللحظات وغير ذلك وتقديم السابق 179
23 الباب الحادي والعشرون: في تواضعه لأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام 183
24 الباب الثاني والعشرون: في تواضعه صلى الله عليه وآله وحسن خلقه 197
25 الباب الثالث والعشرون: في زهده صلى الله عليه وآله 207
26 الباب الرابع والعشرون: في زهده في المطعم والملبس 217
27 الباب الخامس والعشرون: وهو من الباب الأول 229
28 الباب السادس والعشرون: في عيشه صلى الله عليه وآله من طريق المخالفين 235
29 الباب السابع والعشرون: في اجتهاده صلى الله عليه وآله في العبادة 243
30 الباب الثامن والعشرون: اجتهاده في العبادة من طريق المخالفين 251
31 الباب التاسع والعشرون: في كيفية صلاته صلى الله عليه وآله صلاة الليل 253
32 الباب الثلاثون: كيفية صلاته صلى الله عليه وآله صلاة الليل من طريق المخالفين 257
33 الباب الحادي والثلاثون: في خشوعه وخوفه صلى الله عليه وآله من الله سبحانه وتعالى 263
34 الباب الثاني والثلاثون: في استغفاره وتوبته صلى الله عليه وآله من غير ذنب 269
35 الباب الثالث والثلاثون: في ما يقوله صلى الله عليه وآله من التحميد إذا أصبح و أمسى 273
36 الباب الرابع والثلاثون: في ما يقوله إذا ورد ما يسره، وما يغمه، وعند دخوله المسجد، وخروجه وإذا أصبح وعند النوم وعند الانتباه وعند رؤية هلال شهر رمضان وعند إفطاره وعند الأكل وإذا أكل عند أحد وعند شرب الماء وعند الفاكهة الجديدة وعند ركوب الدابة 277
37 الباب الخامس والثلاثون: في صيامه صلى الله عليه وآله 285
38 الباب السادس والثلاثون: في جوده صلى الله عليه وآله 287
39 الباب السابع والثلاثون: جوده من طريق المخالفين 295
40 الباب الثامن والثلاثون: أنه صلى الله عليه و آله أشجع الناس من طريق الخاصة والعامة 299
41 الباب التاسع والثلاثون: في عفوه صلى الله عليه وآله 303
42 الباب الأربعون: عفوه صلى الله عليه وآله من طريق المخالفين 307
43 الباب الحادي والأربعون: في حسن خلقه وضحكه من طريق الخاصة والعامة 311
44 الباب الثاني و الأربعون: في تعظيم الناس له صلى الله عليه وآله في الجاهلية والاسلام من طريق الخاصة والعامة 315
45 الباب الثالث والأربعون: في حيائه وكفه عن المجازات من طريق الخاصة والعامة 321
46 الباب الرابع والأربعون: في نصيحته وشفقته من طريق الخاصة والعامة 325
47 الباب الخامس والأربعون: في أنه كان يعمل بيده صلى الله عليه وآله 329
48 الباب السادس والأربعون: في جلوسه صلى الله عليه وآله 333
49 الباب السابع والأربعون: في سجداته صلى الله عليه وآله الخمس للشكر 335
50 الباب الثامن والأربعون: في صبره صلى الله عليه وآله 339
51 الباب التاسع والأربعون: في صبره صلى الله عليه وآله من طريق المخالفين 345
52 الباب الخمسون: في استعماله الطيب 353
53 الباب الحادي والخمسون: في استعماله الخضاب 357
54 الباب الثاني والخمسون: في استعماله الكحل 361
55 الباب الثالث والخمسون: في استعماله السدر والنورة 363
56 الباب الرابع والخمسون: في استعماله السواك والخلال 365
57 الباب الخامس والخمسون: في استعماله الحجامة 369
58 الباب السادس والخمسون: في المفردات 373
59 الباب السابع والخمسون: في أنه صلى الله عليه وآله أولم عند التزويج 387
60 الباب الثامن والخمسون: في حبه النساء، وأكله اللحم والعسل، واستعماله الطيب 389
61 الباب التاسع والخمسون: أنه صلى الله عليه وآله يحب من اللحم الذراع 393
62 الباب الستون: في أكله صلى الله عليه وآله مع الضيف 395
63 الباب الحادي والستون: في أكله صلى الله عليه وآله الهريسة 397
64 الباب الثاني والستون: فيما أكله رسول الله صلى الله عليه وآله من الفواكه والرمان وغيره 401
65 الباب الثالث والستون: في أنه كان يعجبه القرع 405
66 الباب الرابع والستون: كان صلى الله عليه وآله يعجبه العسل 407
67 الباب الخامس والستون: في أكله الخل والزيت 409
68 الباب السادس والستون: في اجتنابه صلى الله عليه وآله الطعام الحار 411
69 الباب السابع والستون: في المفردات 413
70 الباب الثامن والستون: في قلانسه 415
71 الباب التاسع والستون: في خواتيمه وحلية سيفه ودرعه 417
72 الباب السبعون: في المعراج بالإسناد الحسن والصحيح من طريق الخاصة والعامة وهو من أكرم الكرامات 421