فتح الأبواب - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٣٤
عليه، أما كان كل عاقل يعرف ذلك يبلغ من ذم هذا الانسان الغايات، ويعتقد أنه يستحق من الحكيم أن يعاجله بالنقمات، وأن يخرب الدار التي بناها له، ويخرجه عنها، ويخرب جسده الذي عمره بقدرته، ويستعيد حياته التي لابدل له منها، فالله جل جلاله كان في بناء دار الدنيا وتدبير جسد الانسان وتأليفه وانعامه الذي وقع منه ابتداء وتفضلا والله أتم وأعظم من ذلك الحكيم الذي لولا أقدار الله جل جلاله ما قدر (1) على شئ مما ضربناه مثلا، فكيف صار ذلك الانسان بمفارقة (2) الحكيم مستحقا للتهديد والذم والانتقام، ولا يكون من عدل عن مشاورة الله جل جلاله - كما قال الصادق (عليه السلام) - شقيا مذموما عند أهل الاسلام.
فصل:
وأخبرني شيخي العالم الفقيه محمد بن نما، والشيخ أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني معا، عن الشيخ العلم أبي الفرج علي بن سعيد أبي الحسين الراوندي، عن والده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي المحسن الحلبي، عن السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، قال:
أخبرني جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم ويعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير وعن (3) صفوان، عن عبد الله بن مسكان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " من دخل في

(١) في " د ": ما وقع.
(٣) في " م " و " ش ": لمفارقة.
(٣) في " ش " و " د " والبحار: عن، وما في المتن من " م " موافق للوسائل، وهو الصواب، أي محمد بن أبي عمير وصفوان بن عبد الله بن مسكان، لعدم ثبوت رواية ابن أبي عمير عن صفوان، وثبوت رواية محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عنهما، وهما عن ابن مسكان.
أنظر " معجم رجال الحديث ج ٩: ١٠٨، 119 و ج 14: 287، 288 ".
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»