المسائل العكبرية - الشيخ المفيد - الصفحة ١٢٣
السعي فيه يفسد عليه نظام الدين والدنيا معا، ويحل عليه عقد التدبير، وقد بين ذلك عليه السلام في قوله لقضاته وقد سألوه: بم نقضي؟ فقال: اقضوا بما كنتم تقضون حتى يكون الناس جماعة، أو أموت كمامات أصحابي.
وقوله عليه السلام لو ثنى 2 لي الوسادة لحكمت بين أصل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور هم، وبين أهل القرآن بقرآنهم، حتى يزهر 3 كل كتاب من هذه الكتب ويقول: يا رب إن عليا قضى بقضائك. وقوله: إذا حدثتك عن رسول الله صلى عليه وآله الحديث 4

1 - حش، رض، مل: وقال.
2 - رض، مل ثنى.
3 - باقي النسخ: يزهو.
4 - رض. مل: بحديث روى الشيخ المفيد في كتابه (الإرشاد: 15) عن الأصبح بن نباته، قال:
لما بويع أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة خرج إلى المسجد معتما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله، لابسا بردته، قصد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وأنذر، ثم جلس متمكنا وشبك بين أصابعه، ووضعها أسفل سرته، ثم قال: يا معشر الناس لحكمت بين أهل التوراة سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين ما أما والله لو ثنى لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينهى كل كتا بمن هذه الكتب ويقول: يا رب إن عليا قضى بقضائك وقال العلامة المجلسي: روى ابن البختري من ستة طرق، وابن المفضل من عشر طرق، وإبراهيم الثقفي من أربعة عشر طريقا، منهم عدي بن حاتم والأصبع بن نباته وعلقمة بن قيس ويحيى بن أم الطويل، ورزين حبيش وعباية بن ربعي وعباية بن رفاعة وأبو الطفيل، أن أمير المؤمنين عليه السلام قال بحضرة المهاجرين والأنصار وأشار إلى صدره - كيف ملأ علما لو وجدت له طالبا، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سقط العلم، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله، هذا ما زقني رسول الله صلى الله عليه وآله زقا، فاسألوني فإن عندي علم الأولين والآخرين. أما الإنجيل لو ثنيت لي الوسادة ثم أجلست عليها، لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى كل كتاب بأن
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 127 129 130 ... » »»