اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين - عليه السلام - و المسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة فبكت وقالت: أعطوني ثيابي حتى أخرج إليهن وأقع بهن. فقالت أم كلثوم (1) بنت أمير المؤمنين - عليه السلام -: أنا أنوب عنك فإنني أعرف منك فلبست ثيابها وتنكرت وتخفرت واستصحبت جواريها متخفرات، وجاءت حتى دخلت عليهن كأنها من النظارة، فلما رأت ما هن فيه من العبث والسفه كشفت نقابها وأبرزت لهن وجهها، ثم قالت لحفصة: إن تظاهرت أنت وأختك على أمير المؤمنين - عيه السلام - فقد تظاهر تما على أخيه رسول الله - صلى الله عليه وآله - من قبل، فأنزل الله عز وجل فيكما ما أنزل، والله من وراء حر بكما. فانكسرت حفصة وأظهرت خجلا وقالت: إنهن فعلن هذا بجهل وفرقتهن في الحال، فانصرفن من المكان (2).
17 - رووا أنه - عليه السلام - لما بلغه - وهو بالربذة - خبر طلحة والزبير وقتلهما حكيم بن جبلة (3) ورجالا من الشيعة وضربهما عثمان بن حنيف (4) وقتلهما السبابجة، قام على الغرائر فقال: إنه أتاني خبر متفظع ونبأ جليل: أن طلحة والزبير وردا البصرة فوثبا على عاملي فضرباه ضربا مبرحا وترك لا يدرى أحي هو