بسم الله الرحمن الرحيم إن طبيعة الأشهر القمرية وما وقع عليه أعراف الناس هو أن ثبوتها يتبع الهلال وخروجه من المحاق وظهوره على الآفاق، فإذا رؤي للعيان بدأ الشهر الجديد، سواء كان الشهر الذي سبقه ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين يوما.
وهذا أمر سار في جميع الشهور، بلا خلاف، فيكون تاما أو ناقصا، إلا في شهر رمضان المبارك، حيث ذهب بعض المحدثين من القدماء إلى أنه لا ينقص من ثلاثين أبدا، مستندين إلى أدلة ثلاثة:
١ - بعض الأحاديث الواردة بذلك.
٢ - قوله تعالى: (ولتكملوا العدة) حملا له على إكمال عدة الشهر بثلاثين يوما.
٣ - قول الصادق عليه السلام: (خذوا بأبعد هما من قول العامة) حيث أن العامة يقولون بنقص رمضان.
والشيخ المفيد - كجمهور الفقهاء - يقول بأن حكم شهر رمضان حكم سائر الأشهر القمرية، يعرضه النقص أيضا، وإنما المدار فيه هو الرؤية لهلال