أقسام المولى - الشيخ المفيد - الصفحة ٤٢
من نظرائه فعل مثل ذلك لعصبية ولا عناد، ولئن جاز هذا عليه مع ما وصفناه ليجوزن على جرير (1) والفرزدق (2) والأخطل بل على لبيد وزهير (3) وامرئ القيس (4) حتى لا يصح الاستشهاد بشئ من أشعارهم على غريب القرآن، ولا على لغة، ولا على إعراب، وهذا قول من صار إليه ظهر جهله عند العقلاء.
فصح مما أثبتناه من هذه الأشعار ودلائلها ما ذكرناه من برهان قول

(١) أبو حرزة، جرير بن عطية بن الخطفى - والخطفي لقب، واسمه حذيفة - بن بدر بن سلمة. ولد باليمامة سنة ٢٨ هجرية، وعاش عمره يناضل شعراء زمنه ويساجلهم، وكان هجاءا، وكانت بينه وبين الفرزدق والأخطل مهاجاة ونقائض، وتوفي باليمامة أيضا سنة ١١٠ ه‍ وقيل: ١١١ ه‍. الأغاني ٨: ٣ - ٨٩.
(٢) أبو فراس، همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد التميمي، المعروف بالفرزدق، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة والأخبار، من أشعر طبقات الإسلاميين، والمقدم في الطبقة الأولى منهم، توفي بالبصرة سنة ١١٠ ه‍، وقد قارب المئة. الأغاني ٩: ٣٢٤ - ٣٤٥.
(٣) زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رياح المزني، حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة.
قال ابن الأعرابي: (كان لزهير في الشعر ما لم يكن لغيره) ولد في بلاد " مزينة " بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، أشهر شعره معلقته التي مطلعها:
" أمن أم أوفى دمنة لم تكلم " مات قبل الهجرة. الأغاني ١٠ / ٢٨٨، والأعلام ٣: ٨٧، والشعر والشعراء: ٥٧.
(٤) امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار، يماني الأصل، ولد بنجد أو بمخلاف السكاسك باليمن، واشتهر بلقبه، واختلف النسابون في اسمه، فقيل:
حندج وقيل: مليكة، وقيل: عدي. وكان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر، وعنه أخذ الشعر، مات سنة ٨٠ قبل الهجرة. الأعلام ١: ٣٥١.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 » »»