الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٣٠
خلقا كان خيرا منه، وبالله الذي لا يحلف بأعظم منه وبرسوله ورسله وكتبه كلها إني لست ساحرا ولا كذابا، ولا يعرف هذا الا لي ولرسوله (صلى الله عليه وآله) أنهاه الله إلى رسوله، وأنهاه رسوله إلي، وأنهيته إليكم فصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكذبتموني وكذبتم رسله وننبئ عن الله، فإذا رددتم على رسول الله فقد رددتم على الله، ثم قال: وأنتما راجعان معي وفي قلوبكما مرض وسيرجع أحدكما كافرا قالا يا أمير المؤمنين نرجو ان لا نكفر بعد الايمان، قال: هيهات المؤمن قليل، كما قال الله (وما آمن معه إلا قليل) حتى إذا صار إلى مسجد الكوفة، ودعا بدعوات فسمعناها فإذا حصى المسجد درا وياقوتا ولؤلؤا، فقلنا: يا أمير المؤمنين هذا در وياقوت ولؤلؤ فقال لو أقسمت على الله فيما هو أعظم من هذا لابر قسمي، فرجع أحدهما كافرا والآخر مثبتا، واخذ درة من ذلك الدر بيضاء لم ينظر مثلها وقال يا أمير المؤمنين قد اخذت من ذلك الدر درة واحدة وهي معي، قال فما دعاك إلى هذا قال: أحببت اعلم أحق هو أم باطل؟ قال له أمير المؤمنين: إنك ان رددتها إلى موضعها الذي اخذتها منه عوضك الله ان لم تردها عوضك منها النار، فقام الرجل فردها إلى موضعها فتحولت حصاة كما كانت، فأخبره فقال أحسنت.
وكان مما روى عمر ابن الحمق وأبو الحارث الأعور وميثم التمار، فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن علي بن الحسين عن إسماعيل بن دينار، عن عمر بن ثابت، عن حبيب عن الحارث الأعور انه كان يوما مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في مجلس القضايا، إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها فتكلمت بحجتها وتكلم زوجها بحجته، فأوجب بحجته القضاء عليها فغضبت غضبا شديدا ثم قالت: يا أمير المؤمنين حكمت علي بالجدر وما بهذا امرك الله، قال أمير المؤمنين: يا سلفع يا مهيع يا فردع بل حكمت عليك بالحق الذي تعلمينه فلما سمعت هذا الكلام قامت من بين يديه منسحبة ولم ترد
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست