فألف بين متعادياتها، وفرق بين متدانياتها ليعلم أن لا شريك له ولا ند له، ولا مناوئ (1) له ولا ضد.
وأشهد أن لا إله إلا الله، الواحد الأحد القديم (2) الصمد، سبحانه عما يدعيه المفترون، وتعالى عما يقول الظالمون (3). وأشهد إنه خالق الخلق أجمعين، المهملين منهم والمستعبدين (4) وأنه خلق لهم دارين: دارا امتحنهم فيها بالأمر والنهي والاستعباد (5) والعمل، ودارا للثواب والعقاب، ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى (6).
وفضل بعضهم على بعض درجات امتحانا واختبارا واختار منهم نبيين ومرسلين، وأيدهم بوحي منه مع الملائكة المقربين، وبعثهم مبشرين ومنذرين ليدعوهم إلى عبادته، ويعرفونهم (7) وحدانيته، ويدلونهم (8) على سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وينصرونهم (9)