فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - جمع أحمد بن عبد الرزاق الدويش - ج ١١ - الصفحة ٤٦٨
فبين الرسول (ص) أن الله سبحانه وتعالى استأثر بعلم بعض أسمائه، فلم يطلع عليها أحدا من خلقه، فكانت من الغيبيات التي لا يجوز لأحد أن يخوض فيها بخرص وتخمين؛ لأن أسماءه تعالى توقيفية، كما سيجيء إن شاء الله.
د - ومنها أن أسماء الله توقيفية، فلا يسمى سبحانه إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسوله (ص)، ولا يجوز أن يسمى باسم عن طريق القياس أو الاشتقاق من فعل ونحوه، خلافا للمعتزلة والكرامية، فلا يجوز تسميته بناء، ولا ماكرا، ولا مستهزئا؛ أخذا من قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد} (1) وقوله: {ومكروا ومكر الله} (2) وقوله: {الله يستهزئ بهم} (3) ولا يجوز تسميته: زارعا ولا ماهدا، ولا فالقا، ولا منشئا، ولا قابلا، ولا شديدا، ونحو ذلك؛ أخذا من قوله تعالى: {أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون} (4) وقوله: {فنعم الماهدون} (5) وقوله:

(1) سورة الذاريات، الآية 47.
(2) سورة آل عمران، الآية 54.
(3) سورة البقرة، الآية 15.
(4) سورة الواقعة، الآية 64.
(5) سورة الذاريات، الآية 48.
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»