فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - جمع أحمد بن عبد الرزاق الدويش - ج ٦ - الصفحة ٢٤٢
ثانيا: اختلف في من بنى المسجد الأقصى، فقيل: نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو أشبه، وقيل: سليمان، والصحيح أن بناء سليمان تجديد لا تأسيس؛ لأن بينه وبين إبراهيم أزمان كثيرة أكثر من أربعين؛ كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله، وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في أرض أولا؟ قال: " المسجد الحرام "، قلت: ثم أي؟ قال: " المسجد الأقصى "، قلت: كم بينهما؟ قال: " أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد ". وفي حديث أبي كامل: " ثم حيثما أدركتك الصلاة فصله فإنه مسجد " (1).
وأخرج النسائي بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي (ص) أن سليمان بن داود عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالا ثلاثة: سأل الله حكما يصادف حكمه فأوتيه،

(1) أخرجه أحمد 5 / 150، والبخاري 4 / 197 كتاب الأنبياء باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}، ومسلم 1 / 370 كتاب المساجد ومواضع الصلاة، والنسائي 2 / 32 كتاب المساجد باب ذكر أي مسجد وضع أولا، وابن ماجة 1 / 248 كتاب المساجد باب أي مسجد وضع أولا.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»