(1) (حديث) ان الميت ليعذب ببكاء أهله عليه: متفق عليه من حديث ابن عمر بهذا ولهما من حديث عمر الميت يعذب في قبره بما نيح عليه وفي رواية عنه ان الميت يعذب ببكاء الحي ولمسلم عن انس ان عمر قال لحفصة انا علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المعول عليه يعذب في قبره زاد ابن حبان قالت بلى: (تنبيه) قال الخطابي الصواب في هذه اللفظة ان يقال بضم الميم وسكون العين المهملة وكسر الواو من اعول يعول إذا رفع صوته بالبكاء وهو العويل ومن شدده أخطأ انتهى وجوز بعضهم التشديد ورواه الشيخان من حديث المغيرة بلفظ من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة لفظ مسلم: وروى البزار من طريق عائشة قالت لما مات عبد الله بن أبي بكر خرج أبو بكر فقال إني اعتذر إليكم من شأن أولاء انهن حديث عهد بجاهلية اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الميت ينضح عليه الحميم ببكاء الحي عليه انتهى وفي اسناده محمد بن الحسن وهو المعروف بابن زبالة قال البزار لين الحديث وكذبه غيره ولقد أتى في هذه الرواية بطامة لان المشهور ان عائشة كانت تنكر هذا الاطلاق كما سيأتي: وروى أحمد من طريق موسى بن أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعا الميت يعذب ببكاء الحي إذا قالت الجماعة وا عضداه وا ناصراه وا كاسباه جبذ الميت وقيل له أنت كذلك ولابن ماجة نحوه ورواه الترمذي بلفظ ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول وا جبلاه وا سنداه ونحوه الا ويلزمه ملكان بلهازمه أهكذا أنت: ورواه الحاكم وصححه وشاهده في الصحيح عن النعمان بن بشير قال أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تبكي وتقول وا جبلاه وا كذا وا كذا فلما أفاق قال ما قلت شيئا الا قيل لي أنت كذا فلما مات لم تبك عليه. وروى ابن عبد البر من طريق ابن سيرين قال ذكروا عند عمران بن حصين الميت يعذب ببكاء الحي فقالوا كيف يعذب ببكاء الحي فقال عمران قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم (فائدة) اختلف الناس في تأويل هذا الحديث كما سيأتي في حديث عائشة واختار الطبري في تهذيبه أن المراد بالبكاء ما كان من النياحة المنهي عنها وان المراد بالعذاب الذي يعذب به الميت ما يناله من الأذى بمعصية أهله لله واختار هذا جماعة من آخرهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية والله أعلم *
(٢٦٢)