الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ٢٠٥
3 (بهاء الدين الرقى)) سلامة بن سليمان الشيخ بهاء الدين الرقي النحوي كان من أئمة العربية أقرأ جماعة بمصر ومات سنة ثمانين وست مائة وقد ناهز الثمانين 3 (ابن رحمون الطبيب)) سلامة بن مبارك بن رحمون بن موسى من أطباء مصر وفضلائها كان يهوديا وله أعمال حسنة في الطب واطلاع على كتب جالينوس والبحث عن غوامضها وكان قد قرأ على إفرائيم مدة ولابن رحمون عمل في المنطق والحكمة وله في ذلك تصانيف وكان شيخه في ذلك الأمير أبو الوفاء محمود الدولة المبشر بن فاتك وجرت بين سلامة وبين أمية بن عبد العزيز الأندلسي بمصر مباحث وذكره أمية في الرسالة المصرية وحط عليه فيها ونسبه إلى الجهل في ما يدعيه من العلوم وقال كان بمصر طبيب يسمى جرجس الفيلسوف على ما قيل في الغراب أبو البيضاء وفي اللديغ سليم قد فرغ للتولع بابن رحمون والإوراء عليه يزور فصولا طبية وفلسفية يقررها في معارض ألفاظ القوم وهي محال لا معنى لها ولا فائدة فيها ثم إنه) ينفذها إلى من يسأله عن معانيها ويتكلم عليها ويشرحها بزعمه دون تيقظ ولا تحفظ بل باسترسال واستعجال وقلة اكترث فيؤخذ منها ما يضحك منه وأنشدت لجرجس هذا فيه من السريع * إن أبا الخير على جهله * يجف في كفته الفاضل * * عليله المسكين من شؤمه * في بحر هلك ما له ساحل * * ثلاثة تدخل في دفعة * طلعته والنعش وغاسل * ولبعضهم فيه من الخفيف * لأبي الخير في العلا * ج يد ما تقصر * * كل مضن يستطبه * بعد يومين يقبر * * والذي غاب عنكم * وشهدناه أكثر * وفيه قيل أيضا من الطويل * جنون أبي الخير الجنون بعينه * وكل جنون عنده غاية العقل * * خذوه فغلوه وشدوا وثاقه * فما عاقل من يستهين بمختل * * وقد كان يوذي الناس بالقول وحده * وقد صار يوذي الناس بالقول والفعل * ولابن رحمون من التصانيف كتاب نظام الموجودات مقالة في السبب الموجب لقلة
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»