الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٣ - الصفحة ٣١١
ألفه سنة 1328، وطبع سنة 1331، وتوفي حدود سنة 1333، وهو مرتب على مقدمة وعشرة بينشات.
(تبديل الأعقاب) كما في بعض النسخ من " عمدة الطالب " قد عد فيه من تصانيف السيد النسابة المعروف ب‍ (السيد تاج الدين بن معية) وظني أنه تذييل الأعقاب كما يأتي.
(1151: التبديل والتحريف) للشريف أبي القاسم علي بن أحمد الكوفي العلوي المتوفى بكرمي من نواحي فسا (في ج 1 - 352) كذا ذكره النجاشي ولكن عبر عنه ابن شهرآشوب في معالم العلماء (بالرد على أهل التبديل والتحريف فيما وقع من أهل التأليف) والظاهر منه أنه رد على الحشوية وأصحاب الحديث العاملين بمضامين الاخبار الآحاد التي ذكرت فيها عدة من السور والآيات فألصقوها بكرامة القرآن الشريف واعتقدوا فيه التبديل والتحريف (1) ولعل من هذا القبيل ما يأتي من التحريف والتبديل وكذا التنزيل والتحريف، والتنزيل والتغيير كل في محله على حسب ما عبروا به.

(١) إن من الضروريات الأولية عند الأمم كافة أن الكتاب المقدس في الاسلام هو المسمى بالقرآن الشريف، وأنه ليس للمسلمين كتاب مقدس إلهي سواه وهو هذا الموجود بين الدفتين المنتشر مطبوعه في الآفاق كما أن من الضروريات الدينية عند المعتنقين للاسلام أن جميع ما يوجد فيما بين هاتين الدفتين من السور والآيات وأجزائها كلها وحي إلهي نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين على قلب سيد المرسلين (ص) وقد بلغ بالتواتر عنه إلى أفراد المسلمين، وأنه ليس بين هاتين الدفتين شئ غير الوحي الآلهي لا سورة ولا آية ولا جملة ذات اعجاز، وبذلك صار مقدسا محترما بجميع أجزائه وموضوعا كذلك للأحكام الإلهية من تحريم مس كتابته بغير طهارة وتحريم تنجيسه ووجوب إزالة النجاسة عنه وغيرها من الاحكام الثابتة لخصوص ما بين الدفتين دون ما لم يوجد بينهما مما ذكر في الأحاديث المروية التي لا تبلغ حد التواتر وقد عد ما ذكر فيها من أجزاء القرآن سورة أو آية، فان جميع ذلك كله خارج عن القرآن موضوعا وحكما بالضرورة من الدين عند كافة المسلمين نعم؟ قد كانت فرقة في الصدر الأول يعبر عنهم بالحشوية وأصحاب الحديث كانوا يعملون بمضامين تلك الأحاديث ويلصقون جميع ما ذكر فيها بكرامة القرآن وقد رد عليهم هذا الشريف العلوي والشيخ الصدوق والسيد الشريف المرتضى وشيخ الطائفة الطوسي وأمين الاسلام الطبرسي وغيرهم في تصانيفهم. وهم مصرحون بأن هذه كلها أخبار آحاد لا اعتناء بها لأنها لا تورث علما ولا توجب عملا. ولم تطل المدة حتى انقرضت هذه الفرقة بحمد الله تعالى وبانقراضهم ارتفع الخلاف واتفقت الكلمة على محض الحق وصراح الواقع في تعيين حدود القرآن وأنه ما بين الدفتين الذي وصل بأيدينا بالتواتر إلى اليوم بلا شك لاحد من المسلمين ولا ارتياب. وقد كتبنا في إثبات تنزيه القرآن الكريم عما ألصقته الحشوية بكرامته واعتقدت فيه من التحريف مؤلفا سميناه ب‍ (النقد اللطيف) في نفى التحريف عن القرآن الشريف، وأثبتنا فيه أن هذا القرآن المجيد الذي هو بأيدينا ليس موضوعا لأي خلاف يذكر ولا سيما البحث المشهور المعنون مسامحة بالتحريف، فان موضوع هذا البحث شئ آخر غير هذا القرآن وإنما حدث البحث في ذلك الموضوع بعد تعيين القرآن وتشخيصه والتسالم والفراغ عن كونه هذا الموجود بين الدفتين والاتفاق على عدم قرآنية ما هو مذكور في الاخبار الآحاد وملصق بكرامته. وتحرير هذا البحث على ما ذكره الشيخ المفيد قدس سره هو أنه هل لهذا القرآن الذي هو كتاب الاسلام وهو الموجود بين هاتين الدفتين بقية أم ليست له بقية فالنفي والاثبات متوجهان إلى البقية التي هي غير هذا القرآن الموجود بين الدفتين. وبتقرير آخر أنه هل أنزل وحي قرآني لم يكن حكما ولم يوجد بين الدفتين. أم لم ينزل شئ آخر غير ما بينهما. فمحل هذا الخلاف انزال وحي آخر وعدمه. لكنهم عبروا قديما عن الانزال وعدمه بالتحريف وعدمه من باب التعبير عن الشئ بلوازمه. فان لازم نزول وحي لم يوجد فيما بأيدينا أن يكون ذلك المنزل متروكا ومحذوفا ومسقطا ومنقصا. واللفظ الكاشف بمعناه اللغوي عن جميع تلك اللوازم هو التحريف حيث أنه تفعيل من الحرف الذي معناه في أصل اللغة الجانب والطرف فمعنى تحريف الشئ الاخذ بجانب منه وطرف دون آخر وعدم الاخذ بالآخر عين تركه وحذفه وإسقاطه وتنقيصه. فعدلوا عن دعوى ثبوت الانزال وعدمه إلى دعوى تحقق التحريف أي الاخذ بالجانب وعدمه. ولم يرد أحد من المسلمين ما يوهمه إطلاق لفظ التحريف ويفهمه منه أهل العرف وهو التصحيف والتغيير والتبديل وغير ذلك. كما أنه لم يرد أحد منهم من الكتاب في محل الخلاف شخص هذا القرآن الشريف الموجود بين الدفتين الذي ظهر أنه ليس موضوعا لأي خلاف كان كما يأتي عن الشيخ في التبيان وإنما المراد بالكتاب هو الوحي الإلهي القرآني المحدود في علمه تبارك وتعالى. فظهر أن عنوان لبحث قديما بتحريف الكتاب بغير بيان لم يقع في محله. وكان الأولى أن يعنون المبحث بتنقيص الوحي أو يصرح بنزول وحي آخر وعدمه حتى لا يتمكن الكفار من التمويه على ضعفاء العقول بان في كتاب الاسلام تحريفا باعتراف طائفة من المسلمين.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»