سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٢٤٤
إدريس بن علي، حدثنا السندي بن عبدويه، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور بن المعتمر، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر، عن علي، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يا علي إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " (1).
وهذا وقع أعلى من هذا بخمس درجات في جزء الذهلي وغيره.
جعفر بن محمد بن عمران، حدثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش:
سمعت أنسا يقرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا) فقيل له: يا أبا حمزة (وأقوم قيلا) فقال: أقوم، وأصوب واحد (2).
ويقال: إن الأعمش كان ربما خرج إليهم وعلى كتفه مئزر العجين. وإنه لبس مرة فروا مقلوبا، فقال له قائل: يا أبا محمد; لو لبستها وصوفها إلى داخل كان أدفأ لك. قال: كنت أشرت على الكبش بهذه المشورة.

(١) أخرجه مسلم (١٣٢) في الايمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه من الايمان، والترمذي (٣٧٣٧) في المناقب: باب لا يحب عليا إلا مؤمن، والنسائي ٨ / ١١٦ و ١١٧ في الايمان: باب علامة المنافق، وابن ماجة (١١٤) في المقدمة : باب فضل علي بن أبي طالب.
(٢) أخرجه البغدادي في تاريخه ٩ / ٤ من طريق أحمد بن علي الأبار عن جعفر بن محمد ابن عمران الثعلبي، عن أبي يحيى الحماني، عن الأعمش: سمعت أنسا.. ففي هذه الرواية تصريح بسماع الأعمش من أنس ورجال السند ثقات، إلا أن أبا يحيى الحماني، واسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن يخطئ كما في " التقريب " وقد خالفه غيره، فلم يذكر سماع الأعمش من أنس، وقد أخرجه أبو يعلى الموصلي، من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش: أن أنس بن مالك، قرأ هذه الآية: (إن ناشئة الليل، هي أشد وطأ وأصوب قيلا) فقال له رجل: إنما نقرؤها: وأقوم قيلا " فقال له:
إن أصوب، وأقوم، وأهيأ، وأشباه هذا واحد. وأخرجه الطبري ١ / ٢٢ و ٢٩ / ١٣٠ - ١٣١ من طريق: أبي أسامة، وأبي يحيى الحماني، كلاهما عن الأعمش قال: قرأ أنس: (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا). فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة إنما هي: وأقوم.
فقال: أقوم، وأصوب، وأهدى، واحد، وأورده الهيثمي في " المجمع " ٧ / ١٥٦ ونسبه إلى البزار، وأبي يعلى، وقال: لم يقل الأعمش: سمعت أنسا، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. ورجال البزار ثقات. ونقل القرطبي في تفسيره ٩ / ٤١ عن أبي بكر الأنباري قوله:
حديث لا يصح عن أحد من أهل العلم، لأنه مبني على رواية الأعمش، فهو مقطوع ليس بمتصل، فيؤخذ به من قبل أن الأعمش رأى أنسا ولم يسمع منه، على أننا لو سلمنا بصحته، وسماع الأعمش من أنس، فيحتمل كما في " نكت الانتصار " ١ / ٢٢٥ أن يكون أنس فهم من الاخذ عليه أنه استصعب غلطه وشنع عليه، فأخبر أن هذا ليس بالسديد: وأن أصوب، وأقوم وأهيأ سواء. وإن لم تجز القراءة عنده إلا بأقوم. لان القراءة عبادة، وليس هو كغلط من بدل القرآن بما لا ينبئ عن معناه. ولو تنزلنا فقلنا، إن أنسا يجيز ذلك، فهو مذهب انفرد به، لم يوافقه عليه غيره، فيكون من الشاذ الذي ينبغي اطراحه، والعدول عنه.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»