تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٩
سورة الإسراء مكية وهي مائة وإحدى عشرة آية سورة الإسراء 1 قوله تعالى * (سبحان) * أي عجب من أمر الله تعالى * (الذي أسرى بعبده) * ويقال تنزيه الله تعالى وروى موسى بن طلحة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن * (سبحان) * فقال نزه الله نفسه عن السوء وروي عن علي بن أبي طالب أن ابن أبي الكواء سأله عن سبحان الله فقال علي كلمة رضيها الله لنفسه ويقال معناه سبحوا الله * (سبحان الذي أسرى بعبده) * أي أدلج برسوله صلى الله عليه وسلم * (ليلا) * أي في ليلة ويقال * (أسري) * يعني سار بعبده ليلا * (من المسجد الحرام) * أي مكة وقال ابن عباس من بيت أم هانىء * (إلى المسجد الأقصى) * يعني إلى بيت المقدس قال الفقيه أخبرني الثقة بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الليلة التي أسرى به فيها فقال أوتيت بدابة هي أشبه الدواب بالبغل وهو البراق وهو الذي كان يركبه الأنبياء قال فانطلق بي يضع يده عند منتهى بصره فسمعت نداء عن يميني يا محمد على رسلك فمضيت ولم أعرج عليه أي ما التفت إليه ثم سمعت نداء عن شمالي فمضيت ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة فمدت يديها وقالت على رسلك فمضيت ولم ألتفت إليها ثم أتيت البيت المقدس أو قال المسجد فنزلت وأوثقته بالحلقة التي كانت الأنبياء يوثقون بها ثم دخلت المسجد فصليت فقلت يا جبريل سمعت نداء عن يميني فقال ذاك داعي اليهودية أما إنك لو وقفت عليه لتهودت أمتك فقلت وسمعت نداء عن شمالي قال كان ذلك داعي النصارى أما إنك لو وقفت عليه لتنصرت أمتك وأما المرأة كانت الدنيا تزينت لك أما إنك لو وقفت عليها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة قال ثم أوتيت بإناءين أحدهما فيه لبن والآخر فيه خمر فقال لي اشرب أيهما شئت فأخذت اللبن وشربت فقال أصبت الفطرة أي أعطيت أمتك الإسلام أما إنك لو أخذت الخمرة لغوت أمتك ثم جيء بالمعراج الذي تعرج فيه أرواح بني آدم فإذا هو أحسن ما رأيت فعرج بنا
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»