تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٨
مثل به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين منهم فلما رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما به من الوجع قالوا لئن ظفرنا بهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد فنزل * (وإن عاقبتم) * أي فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به * (ولئن صبرتم) * فلم تعاقبوا ولم تمثلوا * (لهو خير للصابرين) * من المثلة أي ثواب الصبر خير من المكافأة ثم صارت الآية عامة في وجوب القصاص أنه لا يجوز إلا مثلا بمثل والعفو أفضل سورة النحل 127 - 128 قال عز وجل * (واصبر) * يقول * (واصبر) * أي أثبت على الصبر * (وما صبرك إلا بالله) * يعني ألهمك ووفقك للصبر * (ولا تحزن عليهم) * أي على كفار قريش إن لم يسلموا * (ولا تك في ضيق مما يمكرون) * قرأ ابن كثير * (في ضيق) * بكسر الضاد وقرأ الباقون بالنصب ومعناهما واحد أي لا يضق صدرك مما يقولون لك ويصنعون بك وقال مقاتل نزلت الآية في المستهزئين ثم قال تعالى * (إن الله مع الذين اتقوا) * أي معين للذين اتقوا الشرك * (والذين هم محسنون) * في العمل ويقال معين الذين اتقوا مكافأة المسئ * (والذين هم محسنون) * إلى من أساء إليهم والله أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»