ألا ترى أنه احتج عليهم بما لا يقدرون يوم القيامة أن يتأولوا (١) في إنكاره ولا يستطيعون؟
وقد قال سبحانه: * ﴿والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب﴾ (2) ولم يرد أن المذكور يسجد كسجود البشر في الصلاة (3)، إنما أراد أنه (4) غير ممتنع من فعل الله، فهو كالمطيع لله، وهو معبر (5) عنه بالساجد.
قال الشاعر:
بجمع تضل البلق في حجراته ترى الأكم فيها سجدا للحوافر (6) يريد أن الحوافر تذل الأكم بوطئها عليها.
وقال الآخر:
سجودا له غسان يرجون فضله وترك ورهط الأعجمين وكابل (7) يريد أنهم مطيعون له، وعبر عن طاعتهم بالسجود.