بعد توحيدك و بعد ما انطوى عليه قلبى من معرفتك ولهج به لسانى من ذكرك واعتقده ضميرى من حبك وبعد صدق اعترافى ودعائى خاضعا لربوبيتك هيهات أنت اكرم من ان تضيع من ربيته او تبعد (1) من ادنيته او تشرد من اويته او تسلم الى البلاء من كفيته و رحمته وليت شعرى يا سيدى والهى ومولاى اتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة وعلى السن نطقت بتوحيدك صادقة وبشكرك مادحة وعلى قلوب اعترفت بالهيتك محققة وعلى ضمآئر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة وعلى جوارح سعت الى او طان تعبدك طآئعة واشارت باستغفارك مذعنة ما هكذا الظن بك ولا اخبرنا بفضلك عنك يا كريم يا رب وأنت تعلم ضعفى عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجرى فيها من المكاره على اهلها على ان ذلك بلاء ومكروه قليل مكثه يسير بقآئه قصير مدته فكيف احتمالى لبلاء الاخرة وجليل (2) وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه ولا يخفف عن اهله لانه لا يكون إلا عن غضبك وانتقامك وسخطك و هذا ما لا تقوم له السموات والارض يا سيدى فكيف لى و انا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين يا الهى وربى
(٢٦٣)