الحماسة قال - رحمه الله - متحمسا:
وراءك اليوم عن لهوي وعن طربي * فان قلبي أمسى كعبة النوب لا تطمعي في وصالي إن لي كبدا * تهوى وصال العلى لا الخرد العرب أبعد حفظي لأسباب العلى زمنا * أضيعها لك بين اللهو واللعب ما بت مستمطرا من مقلتي جزعا * نوء المدامع بين النؤى والطنب قدح الأسى البرق والرعد الحنين * وأنفاسي الجنوب ودمعي ديمة السحب ولا صبا أبدا قلبي لغانية * إذ ليس في حسنها شغلي ولا أربي في السمر لا السمر (460) معقود هواي * وللبيض الظبا ليس للبيض الظبا طربي وما عشقت سوى بكر العلى أبدا * ولست أخطبها إلا بذي شطب (461) وطالما صرف هذا الدهر قلبني * فلم يكن لسوى العلياء منقلبي ما ضرني بين قوم خفض منزلتي * ومنزلي فوق هام السبعة الشهب وحسب نفسي وإن أصبحت ذا عدم * من ثروة أنني مثر من الأدب ولست آسي (462) على عمر أطايبه * أنفقتها في ابتغاء المجد في الكرب يأسى على العمر من باتت تقلبه * في مطرح الذل كف الخوف والرهب لم يسرق الدهر لي فضلا ولا شرفا * وما ادعائي العلى والمجد بالكذب وإنها لمساع لا نظير لها ورثتها * عن أب من هاشم فأب من معشر عقدوا قدما مآزرهم * على العفاف وكانوا أنجب العرب والأرض لم تبق منها بقعة أبدا * إلا سقوها برقراق الدم السرب