تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ٢ - الصفحة ٣٤
وثمارها جنوده وإن رأى سلطانا قطع شجرة بالفأس فإنه يرسم رسما على رجال يكون هلاكهم فيه فان قطعها بالمنجل فإنه يطالبهم بما لا يطيقونه فان رأى أنه أخذ مالا من الشجرة فإنه يستفيد مالا شريفا من رجال ينسبون إلى نوع الشجر ومن رأى أنه يغرس في بستانه أشجارا فإنه يولد له أولاد تكون أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار مثل الدلب في طول عمره والخوخ في قصر عمره وإن رأى أشجارا نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم رجال يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم في مصيبة وأوراق الأشجار دراهم صحاح ومن رأى أن الأشجار أحاطت؟ بجبل من الجبال فإنه يكثر نسل ملك تلك البلدة أو يجتمع عليه أتباعه وأتباعهم والشجرة التي تكون في الدار إن كانت قدام البيت تدل على المولى وإن كانت داخل البيت فالمذكرة تدل على الرجال والمؤنثة على النساء إذا كانت كبارا والصغار تدل على القرابات والأصفر منها مثل الآس تدل على العبيد ولا خير في رؤية الشجرة التي نهى آدم عليه السلام عن أكلها في غير زمانها وتدل الشجرة التي كلم الله تعالى عندها موسى عليه السلام على القرب من الله تعالى والشجرة تدل على النعمة من الله تعالى والشجرة اليابسة هداية ورزق لأنها معدن للوقود وكل شجرة غريبة فإنها دالة على الرجل أو المرأة أو الكسب المشتبه أو العلم القديم والجلوس تحت الشجرة مع الناس دليل على رضوان الله تعالى عن الرائي باتباعه كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام وإن كان الرائي كافرا أسلم أو عاصيا تاب إلى الله تعالى وربما بايع السلطان على السمع والطاعة إن كان أهلا لذلك وإن كان مع قوم يذكرون الله تعالى فتلك شجرة طوبى يكون في ظلها يوم القيامة وشجرة طوبى رؤيتها في المنام دالة لمن استظل بها أو استند إليها على حسن المآب وربما دلت على التبتل والانقطاع للعبادة والنفع من الأصحاب أو أرباب الجاه ورؤية أشجار الجبال والأودية دالة على النوافل في الاعمال والارزاق من حيث لا يحتسب والشجرة الطيبة مثل النخلة كلمة طيبة
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست