الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ١٣٠
آثار النزاع:
إن النزاع بين الزوجين يختلف تماما عن أي نزاع آخر ينشب بين شخصين غريبين حيث ينتهي كل شئ بعد ساعة ويمضي كل منهما في طريقه، أما في الحياة الزوجية التي تعني حياة مشتركة تحت سقف واحد بين شخصين اختارا تلك الحياة معا فإن أي نزاع قد ينشب بينهما يترك مضاعفات خطيرة ومريرة في عدة أصعدة يمكن الإشارة إلى بعضها كما يلي:
1 - في شكل الحياة:
إن النزاع يترك آثاره في شكل الحياة داخل المنزل ويتحول الزوجان إلى شخصين غريبين يعيشان معا كما يشعر الصغار بالقلق وإحساس بالخوف من نشوب معركة بين الوالدين لا تعرف عواقبها، وهكذا يخيم صمت ثقيل في جنبات المنزل ينزوي فيه الأطفال خائفين في جو يشوبه الحذر.
2 - في قوة العلاقات:
يسيطر نوع من البرود القاتل على العلاقات الزوجية إثر نشوب الخلاف بينهما وينظر كل منهما إلى الآخر على أنه السبب في شقائه وتعاسته، فتزول مشاعر الثقة بينهما ويحل مكانها شعور بالعداء حيث يحاول كل منهما تحقير الآخر وإذلاله، كما يذهب ضحية النزاع ذلك الشعور بالاستقرار والطمأنينة حيث تحل مشاعر القلق والتحفز للنزاع والمواجهة، ومحاولة كل من الطرفين إلحاق الأذى بالآخر.
3 - في الجانب النفسي:
من الطبيعي أن يخلف النزاع في الحياة الزوجية آثارا خطيرة في الجانب النفسي، وقد يبدو النزاع نوعا من التنفيس عن بعض العقد النفسية ولكنه في الواقع يغطي عليها ويزيدها تجذرا في الأعماق مما يضاعف من خطرها في المستقبل.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 127 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»