الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ١١٣
الفصل الثالث التسامح والصبر الحياة الزوجية، كما عبروا عنها، تآلف روحين وتجانس قلبين، حيث يستعد كل منهما للتضحية بكل شئ في سبيل الآخر، وبهذا تبدو الحياة الزوجية جميلة ورائعة ومملوءة بالأمل.
إن تحول الأسرة إلى ساحة للحرب والمنازعات والاشتباكات يجعل من الحياة مريرة تغتال أجمل شئ فيها وهو الأمل، ذلك أنها تقف سدا يحول دون تكامل الإنسان، كما أن عبادة الله سبحانه تستلزم شعورا براحة البال واطمئنان الخاطر، في حين يسلب النزاع العائلي ذلك ويشغل بال الإنسان بتلك الخلافات التي تقف عند حد وتأخذ من المرء جهده وأعصابه ووقته غافلا عن كثير من واجباته في هذه الدنيا بل إنها قد تقوده إلى الهاوية والسقوط.
الحياة وتغيراتها:
إن بعض الناس يتصورون الحياة - عن جهل - عالما ورديا جميلا، طافحا بكل ألوان السعادة، وبهذه الخيالات يقدمون على الزواج، غافلين عن أن المرء لا بد وأن يواجه في طريقه ألوانا من المتاعب والمشكلات، ولذا فإننا نراهم ينكصون على أعقابهم ويستسلمون لدى أول تجربة مرة في هذا الطريق وإذا بالأسرة التي تشكلت حديثا تنهار وتتفكك وتنتهي إلى مأساة.
الحياة زاخرة بالمتاعب طافحة بالآلام، وعلى الإنسان أن يشق طريقه
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»