وإنزال المطر وإنبات الشجر وأمثال ذلك مما هو من خصائص الربوبية فهذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل ولكن الشخص المعين الذي فعل ذلك لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفر تاركها كما يأتي بيان كلامه في ذلك إن شاء الله تعالى (فإن قلت) ذكر عنه في الإقناع أنه قال من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم كفر إجماعا (قلت) هذا حق ولكن البلاء من عدم فهم كلام أهل العلم لو تأملتم العبارة تأملا تاما لعرفتم أنكم تأولتم العبارة على غير تأويلها ولكن هذا من العجب تتركون كلامه الواضح وتذهبون إلى عبارة مجملة تستنبطون منها ضد كلام أهل العلم وتزعمون أن كلامكم ومفهومكم إجماع هل سبقكم إلى مفهومكم من هذه العبارة أحد يا سبحان الله ما تخشون الله (ولكن) انظر إلى لفظ العبارة وهو قوله يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم كيف جاء بواو العطف وقرن بين الدعاء والتوكل والسؤال فإن الدعاء في لغة العرب هو العبادة المطلقة والتوكل عمل القلب والسؤال هو الطلب الذي تسمونه الآن الدعاء وهو في هذه العبارة لم يقل أو سألهم بل جمع بين الدعاء والتوكل والسؤال والآن أنتم تكفرون بالسؤال وحده فأين أنتم ومفهومكم من هذه العبارة مع أنه رحمه الله بين هذه العبارة وأصلها في مواضع من كلامه وكذلك (ابن القيم) بين أصلها قال الشيخ من الصابئة المشركين ممن يظهر الإسلام ويعظم الكواكب ويزعم أنه يخاطبها بحوائجه ويسجد لها وينحر ويدعو وقد صنف بعض المنتسبين إلى الإسلام في مذهب المشركين من الصابئة والمشركين البراهمة كتابا في عبادة الكواكب وهي من السحر الذي عليه الكنعانيون الذي ملوكهم النماردة الذي بعث الله الخليل صلوات الله وسلامه عليه بالحنيفية ملة إبراهيم وإخلاص الدين لله إلى هؤلاء وقال ابن القيم في مثل هؤلاء يقرون للعالم صانعا فاضلا حكيما مقدسا عن العيوب والنقائص ولكن لا سبيل لنا إلى الوجهة إلى جلاله إلا بالوسائط فالواجب علينا أن نتقرب إليه بتوسطات الروحانيات القريبة منه فنحن نتقرب إليهم ونتقرب بهم إليه فهم أربابنا وآلهتنا وشفعاؤنا عند رب الأرباب وإله الآلهة فما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فحينئذ نسأل حاجاتنا منهم ونعرض أحوالنا عليهم ونصبوا في جميع أمورنا إليهم فيشفعون إلى إلهنا وإلههم وذلك لا يحصل إلا من جهة الاستمداد بالروحانيات وذلك بالتضرع والابتهال
(٩)