الكلام على ذلك عند قوله في جوهرته وأثبتن للأولياء الكرامة * ومن نفاها إنبذن كلامه أي لطرح كلام من بنفيها من المعتزلة ومن جرى على طريقتهم وقد قال قال العلامة النسفي في عقائده كرامات الأولياء حق فتظهر الكرامة على طريق نقض العادة للولي من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة وظهور الطعام والشراب واللباس عند الحاجة والمشي على الماء وفي الهواء وكلام الجماد والعجماء وغير ذلك من الأشياء ويكون ذلك معجزة للرسول الذي ظهرت هذه الكرامة لواحد من أمته لأنه ظهر بها أنه ولي ولا يكون وليا إلا إذا كان محقا في ديانته برسالة رسوله انتهى وقد أقره شارحه سعد الدين وغيره من أئمة أهل السنة أسعد الله جميعهم وخذل أعداءهم إذا علمت هذا اتضح لك أن الفاعل للكرامات كالمعجزات إنما هو الله تعالى وحده لكن أظهرها الله سبحانه وتعالى على أيدي أهل طاعته الموصوفين بما تقدم إكراما لهم وإذلالا لمنازعيهم وخصمائهم وليس لهم في ذلك اكتساب ولا لهم على ذلك اقتدار فمن نسب لهم في ذلك فعلا فقد ضل وحاد عن الطريق المستقيم إذ مذهب أهل السنة والجماعة أن العبد لا يخلق شيئا من الأفعال بل المنفرد بالخلق والإيجاد هو الله الفاعل المختار وحينئذ لا فرق في إظهارها على يد أحد منهم بين كونه حيا أو ميتا وإنكار أهل الجهل والبهتان وقوعها على يد الأموات لاعتقادهم الفاسد أن الفاعل هو صاحب الكرامة وقد علمت بطلانه وأنه مبنى على قاعدة أهل الاعتزال والملامة ومن المشاهد المحسوس حفظ الله تعالى لمن أراد زيارتهم بحسن إخلاص واعتقاد صحيح من شر الأعداء المراقبين له ومن قطاع الطريق فلا يقع خلاف ذلك إلا نادرا فهذه كرامة عظمي وأما ما يقع من الإنس الباطني والإشراق الظاهري وحسن الحال لمن ذكر فأمر يعرفه من ذاقه من أهل الايقان ولا ينكره إلا المحروم المطرود عن باب الفضل
(٤)