وفي أيام الملك الظاهر غياث الدين غازي بن صلاح الدين بن يوسف وقع الحائط القبلي فأمر ببنائه.
ثم في أيام الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر وقع الحائط الشمالي، فأمر ببنائه، وعمل الروشن الدائر بقاعة الصحن.
ولما احتل التتار حلب قصدوا المشهد ونهبوا ما كان فيه من الأواني الفضة، والبسط، وأخربوا الضريح والجدار ونقضوا أبوابه.
فلما ملك السلطان الملك الظاهر حلب أمر بإصلاح المشهد ورمه وعمل بابه، وجعل فيه إماما وقيما ومؤذنا (1).
وعلى المشهد كتابات كثيرة. منها كتابة على بابه الكبير نصها:
(بسملة... أمر بعمارة هذا الموضع المبارك مولانا السلطان الملك الظاهر غياث الدنيا والدين أبو المظفر الغازي بن يوسف خلد الله ملكه في سنة تسع وستمائة).
وعلى الواجهة الشمالية من الصحن كتابة (اللهم صلي على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء وخديجة الكبرى والحسن المجتبى والحسين الشهيد بكربلاء وعلي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر علم الدين وجعفر بن محمد الصادق الآمر وموسى بن جعفر الكاظم الحليم وعلي بن موسى الرضى ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي وحسن بن علي ومحمد بن حسن المصطفى جدد في شهر سنة اثنين وثلاثين وستمائة).
أجريت على المشهد إصلاحات متتابعة، رخمت أرضه وأجريت فيه بعض الحرمات (2).
وفي المشهد منشآت معمارية خاصة لتلقين أصول الطرق الصوفية وممارسة شعائرها (3).