مشاهد ومزارات آل البيت (ع) في الشام - هاشم عثمان - الصفحة ٤٥
كما اعتاد أهل دمشق زيارة قبرها الشريف كلما نزلت بهم نازلة، والاستغاثة بها لكشف البلاء.
وهذا ما حكاه الشيخ أحمد البديري الحلاق في أخبار سنة 1160 / ه‍ " كثر الجراد وأضر بالعباد وكأن الناس لم يجمعوا منه شئ، وهذا كله مع ازدياد الفجور والفسق والغرور والغلاء والشرور فخرج الشيخ إبراهيم الجباوي ومعه التفالية بالأعلام والطبول، وقصدوا زيارة السيدة زينب، واستغاثوا عندها بكشف البلاء عن العباد، ورجعوا آخر النهار " (1).
تم بناء مقام الست زينب عليها السلام على مراحل متعددة، وأهمها في العام 1165 / ه‍ حيث عمر الحاج أسعد باشا العظم داخل الحريم قصرين وإيوان ومشارق ومنافع وغير ذلك (2).
وقام ابن عمه مصطفى بك بزخرفة حيطانها وسقوفها وحسن بنيانها، وشرع في عمارة الحمام (3).
وهذا ما أخبرنا به البديري الحلاق وهو يحدثنا عن أخبار سنة 1165 / ه‍، قال: " خرجت لزيارة السيدة زينب ومعي ولدي مصطفى نتلو كلام الله في طريقنا، إلى أن وصلنا إلى الست ودخلنا مزارها، وتفرجنا على العمارة التي عمرها الحاج أسعد باشا العظم بها في هذه السنة، فعمل بها داخل الحريم قصرين وإيوان ومشارق ومنافع، وغير ذلك مما خلد له الذكر بها، ووجدنا حضرة ابن عم الباشا مصطفى بيك حفظه الله قد زخرف حيطانها وسقوفها وحسن بنيانها، وشرع في عمارة الحمام في هذا العام ونحن هناك فجزاهما الله

(1) الشيخ أحمد البديري الحلاق - يومياته ص / 91 /.
(2) المرجع السابق ص / 168 /.
(3) المرجع السابق.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست