مشاهد ومزارات آل البيت (ع) في الشام - هاشم عثمان - الصفحة ٢٩
بني عليه مسجد حفيل رائق البناء، وبإزائه بستان كله نارنج، والماء يطرد فيه من سقاية معينة والمسجد كله ستور معلقة في جوانبه صغار وكبار. وفي المحراب حجر عظيم قد شق بنصفين والتحم بينهما ولم يبن النصف عن النصف عن الكلية. ويزعم الشيعة أنه انشق لعلي، رضي الله عنه إما بضربة سيفه أو بأمر من الأمور الإلهية على يديه (1).
* مسجد رقية عليها السلام:
في محلة العمارة خلف باب الفراديس، وعليه تابوت حديث ثمين من خشب الموزاييك المرصع بالعاج وحوله قفص من النحاس المزخرف.
والقبر ضمن مسجد حسن، له باب حديث من الحجر الأسود المزي جدد سنة 1323 / ه‍. وفي المسجد محارب ومنبر عاديان، أما قبة الضريح فقديمة من طراز قباب المماليك، ولكنها مجددة ومدهونة (2).
من أشهر أئمة هذا المشهد شخص يدعى مجد الدين. هو الذي قام بسرقة رأس الملك الكامل - ناصر الدين محمد بن شهاب الدين غازي - عندما علقه هولاكو على باب الفراديس بدمشق سنة 657 / ه‍ فأخذه ودفنه في طاق إلى جانب محراب المسجد (3).
ويفهم مما ذكره الحصني أن مسجد رقية عليها السلام صار بيتا في مرحلة من المراحل ثم أعيد مشهدا مرة ثانية. قال الحصني: " دفنت رقية عليها السلام في مسجد الرأس عند بلاط معاوية في القباقبية داخل باب الفراديس وقبرها داخل الستر المحيط به وكان عليه قبة والآن صار بيتا) (4).

(1) رحلة بين جبير (2) عبد القادر الريحاوي - مدينة دمشق تراثها ومعالمها التاريخية ص / 185 /.
(3) ابن شداد - الأعلاق الخطيرة ج / 3، ق / 2 ص / 506 /.
(4) محمد أديب آل تقي الدين الحصني - منتخبات لتواريخ لدمشق ج / 2 ص / 434 /.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 35 ... » »»
الفهرست