واختصاصها لذلك لا يحق لأي علم تجريبي أن يتحدث عن هذه المسائل نفيا أو إثباتا فالرؤية الكونية العلمية والتجريبية ليست إلا سرابا خادعا و يمكن أن نسميها - على أبعد الفروض - " معرفة العالم المادي ".
أما المعارف والمدركات التي يتوصل إليها من الطريق التعبدي دورها ثانوي أي لا بد أن نثبت أولا نبوة النبي لتكون رسالته وأحاديثه معتبرة. و من الواضح أنه لا يمكن أن نثبت من حديث الرسول نفسه وجود المرسل ونبوة الرسول ذاته.
إذن فالطريق التعبدي ليس فاعلا في علاج المسائل الأساسية للرؤية الكونية.
نقد الرؤية الكونية العرفانية أولا إن الرؤية الكونية معرفة تتألف من مفاهيم ذهنية ولكن في عالم الشهود ليس هناك أي مجال للمفاهيم الذهنية.
ثانيا: إن تفسير المشاهدات والمكاشفات وعرضها من خلال الألفاظ والمفاهيم يحتاج إلى قدرة ذهنية معينة وأولئك الذين لا يملكون هذه القدرة الذهنية يستخدمون ألفاظا وتعابير ومفاهيم متشابهة تكاد تكون عاملا خطيرا في الانحراف والضياع والضلال.
ثالثا: في الكثير من الحالات مع تفسير الذهن لهذا الشهود وربما يعرض هذا الخلط والاشتباه حتى على المشاهد نفسه.
رابعا: التوصل للحقائق التي يعتبر تفسيرها الذهني ب " الرؤية الكونية " إلى السير والسلوك العرفاني الذي يتوقف في تكونه، على الأسس النظرية والمسائل الأساسية للرؤية الكونية.