مناظرات الإمام الصادق (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٣٠
والأم، وكذلك أظفار الإنسان: أمر إذا طالت أن تقلم، وكان قادرا يوم دبر خلق الإنسان أن يخلقها خلقة لا تطول، وكذلك الشعر في الشارب والرأس يطول فيجز، وكذلك الثيران خلقها الله فحولة وإخصاؤها أوفق، وليس في ذلك عيب في تقدير الله عز وجل.
قال الزنديق: ألست تقول: يقول الله تعالى:
* (ادعوني أستجب لكم) * (1) وقد نرى المضطر يدعوه فلا يجاب له، والمظلوم يستنصره على عدوه فلا ينصره؟
قال (عليه السلام): ويحك! ما يدعوه أحد إلا استجاب له، أما الظالم: فدعاؤه مردود إلى أن يتوب إليه، وأما المحق:
فإنه إذا دعاه استجاب له، وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه، أو ادخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته إليه، وإن لم يكن الأمر الذي سأل العبد خيرا له إن أعطاه، أمسك عنه، والمؤمن العارف بالله ربما عز عليه أن يدعوه فيما لا يدري أصواب ذلك أم خطأ، وقد يسأل العبد ربه هلاك من لم تنقطع مدته أو يسأل المطر وقتا ولعله أوان لا يصلح فيه

(٣٠)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»