مناظرات الإمام الصادق (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٨
بمعصيته، وجعل له من القوة كما زعمت ما يصل بلطف الحيلة إلى قلوبهم، فيوسوس إليهم فيشككهم في ربهم، ويلبس عليهم دينهم فيزيلهم عن معرفته، حتى أنكر قوم لما وسوس إليهم ربوبيته، وعبدوا سواه، فلم سلط عدوه على عبيده، وجعل له السبيل إلى إغوائهم؟
قال (عليه السلام): إن هذا العدو الذي ذكرت لا تضره عداوته، ولا تنفعه ولايته، وعداوته لا تنقص من ملكه شيئا، وولايته لا تزيد فيه شيئا، وإنما يتقى العدو إذا كان في قوة يضر وينفع، إن هم بملك أخذه، أو بسلطان قهره، فأما إبليس فعبد، خلقه ليعبده ويوحده، وقد علم حين خلقه ما هو وإلى ما يصير إليه، فلم يزل يعبده مع ملائكته حتى امتحنه بسجود آدم، فامتنع من ذلك حسدا وشقاوة غلبت عليه فلعنه عند ذلك، وأخرجه عن صفوف الملائكة، وأنزله إلى الأرض ملعونا مدحورا فصار عدو آدم وولده بذلك السبب، ما له من السلطة على ولده إلا الوسوسة، والدعاء إلى غير السبيل، وقد أقر مع معصيته لربه بربوبيته.
قال الزنديق: أفيصلح السجود لغير الله؟
(١٨)
مفاتيح البحث: السجود (1)، السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»