مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٢٣٥
معهم شئ، فاستقرض علي عليه السلام من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم ووضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، ف آثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صائمين.
فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم ف آثروه، وجاءهم أسير في الثالثة، ففعلوا مثل ذلك فلما أصبحوا أخذ علي عليه السلام بيد الحسن والحسين عليهما السلام ودخلوا على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلما أبصرهم، وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع، قال: ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك.
فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك، فأقرأه السورة. (1) روى السيوطي في الدر المنثور، وقال: اخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: * (ويطعمون الطعام على حبه) * الآية، قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (2) ورواه الثعلبي في تفسيره، وقال: نزلت في علي بن أبي طالب و فاطمة عليهما السلام وفي جاريتهما فضة، ثم ذكر القصة على النحو الذي سردناه لكن بصورة مبسطة.
وقال: وذهب محمد بن علي صاحب الغزالي على ما ذكره الثعلبي في كتابه

(1) الكشاف: 3 / 297، تفسير الفخر الرازي: 30 / 244.
(2) الدر المنثور: 8 / 371، تفسير سورة الإنسان.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»