سيظهرون ضغائنهم من بعده، وسينتقمون منه أي: سينتقمون من النبي بانتقامهم من بضعته، لأنها بضعته، والانتقام من الزهراء انتقام من النبي، وإنما أبقاها هذه البضعة في هذه الأمة ليختبر الأمة، وليظهروا ما في ضمائرهم.
ولم تطل المدة، فقد وقع الاختبار، وكانت المدة على الأشهر أشهر، ثم عادت البضعة إلى رسول الله واتصلت اللحمة ببدنه المبارك وجسده الشريف، وكل ذلك وقع.
ولكننا لا نتوقع أن نعثر على كل تفاصيل تلك القضايا، وحتى لو عثرنا على الخمسين بالمائة من القضايا يمكننا فهم الخمسين البقية.
لقد رأيتم كيف يحرفون الروايات، حتى تلك الكلمة القاسية التي يقولها أبو سفيان في حق النبي رأيتم كيف يرفعون اسم أبي سفيان ويضعون مكان الاسم كلمة قال رجل، فكيف تتوقعون أن يروي لنا الرواة كل ما حدث بعد رسول الله، أو يتمكن الرواة من نقل كل ما حدث؟
وبالرغم من ذلك الحصار الشديد، ومن ذلك المنع الأكيد، ومن ذلك الإرعاب والتهديد، مع ذلك، تبلغنا أطراف من أخبار ما وقع.