واغتنمه، وليتك تشرق في دمعتك فتموت من (1) ساعتك، فتكون من أسعد الشهداء.
ولقد مات همام (2) صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) في صعقته (3) عند سماع الموعظة البليغة (4).
وكذا جرى لكثير من الأولياء عند ذكر الجنة والنار وسماع بليغ (5) المواعظ.
ولا تخف على فوات مسألتك وذهولك عما قصدت له بخلوتك، فإن الله سبحانه يقضيها لك على أتم ما تريد وإن لم تذكر بلسانك، وقد ذكرنا سند ذلك في العدة (6).
وإن أرجعت إلى وقارك، وعاودك الروح والطمأنينة وسألت، فاسأل ما يقربك منه ويحسن أدبك في حضرته، واسأله دوام مراقبته والملازمة بخدمته، ودع الدنيا، فليست لك ولست لها.
وإن سألت شيئا منها، فقيده بأن يجعله لك عونا على طاعته، وبلاغا تنال به شرف كرامته في الدنيا والآخرة.
* * *