وقد ازداد هذا الأمر شدة عند جماعة من المنتمين إلى العلم - وهم خلو منه - حتى تولى كبر ذلك مشايخ سوء (1) فضحهم الله على رؤوس الأشهاد، وأخزاهم في الدنيا قبل المعاد.
وربما تشبث المنكرون لأمر المهدي عليه الصلاة والسلام بما رواه ابن ماجة والحاكم عن أنس: " لا مهدي إلا عيسى بن مريم ".
وهذا من فرط جهلهم وضلالهم، إذ قد بلغ الفرق بينهما في الاشتهار مبلغ الشمس في رائعة النهار.
ولما كانت هذه الفتنة يستفحل أمرها زمانا، وتخمد نار ضلالتها أحيانا، رأيت أن أجمع في ذلك رسالة تكون وازعة للجاهلين، ورادعة للضالين عن إنكار ما علم ثبوته بالتواتر، والخوض في ما لا يبلغه فكرهم القاصر، عسى الله أن يقطع بذلك دابرهم، ويكشف عن أهل الحق شرهم، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.
ورتبتها على ثلاثة أبواب وخاتمة.
* * *