مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٦ - الصفحة ٢٨٦
والقواعد الحقيقية للعقيدة الإسلامية المباركة، وبالشكل الذي لا يسع أحدا إلا الإقرار به، والتسليم بحقيقته رغم ما أحاط بالشيعة ومفكريها - تبعا لأئمتهم عليهم السلام - من التضييق والمصادرة والتقييد على طول العصور، وبالأخص منها عصور التناحر المذهبي الحاد، التي دأب على الترويج لها وتهويلها رموز السلطات الحاكمة - التي ابتليت بها الأمة الإسلامية على طول الدهور - والذين كانوا يجدون في المراهنة على إشاعة التناحر والاختلاف الحاد بين رجالات المذاهب الإسلامية ودعاتها وسيلة ناجعة ومجدية في صرف أذهان عموم الأمة عن تحسس حالات التردي الفكري والعقائدي والأخلاقي التي تتأطر من خلالها حقيقة تلك الحكومات الفاسدة والمتعاقبة، وهذا ما ليس بخاف على عموم الباحثين والمحققين.
نعم، إن واقع الحال المتكالب الذي أطبق بفكيه الناتئين على عموم رجالات الشيعة - وبالأخص مفكريها - لم يقعد بهم عن حث الخطى صوب مرافئ الأمان وسواحله الفارهة، لينأوا بالأمة بعيدا عن عثرات التخبط والاضطراب، بل وكان توجس أولئك الأعلام بحقيقة النيات الباهتة والساقطة لأركان الانحراف الكبرى - الهادفة إلى صرف الأمة عن تركيز قواعدها الفكرية ومتبنياتها العقائدية كما هو مطلوب منها - صائبا ودقيقا إلى حد دفعهم للمزيد من الجهد المضاعف في رفد عملية البناء الفكرية هذه، والتحليق بعيدا عن الشراك الخبيثة المبثوثة في خلل الطرق الممتدة بامتداد التواصل الحياتي والمتداخل للعقيدة الإسلامية المباركة.
ولا مغالاة في القول بأن الدهور المتعاقبة في حياة الطائفة قد خلفت الكثير من الجهود الكبيرة، والبصمات الخالدة التي أمست - كواقع متسالم عليه - روافد خير وعطاء لا يسع المسترشدين بهدي هذه الشريعة إلا التزود
(٢٨٦)
مفاتيح البحث: الخلود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 281 283 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست