يستوجب التزام كل منهما الدفاع عن الآخر ونصره -.
والولاء الحسيني ما هو إلا مظهر ومثال لهذا الولاء في أكمل معانيه، والأدب الحسيني الذي ما تزال صورته حية تنعكس عليها عقلية الأمة وعقيدتها، وعاداتها وبيئتها، دليل على هذا الولاء الحقيقي للحسين عليه السلام خاصة، ولأهل البيت عليهم السلام عامة.
فالشعراء والأدباء الحسينيون يرمزون دوما باسم الحسين عليه السلام إلى الإسلام والدين والحق والهداية والبطولة والجهاد، كما يرمزون باسم يزيد وبني حرب وزياد وأمية وآل أبي سفيان إلى الفساد والشر والطغيان والاستبداد.
ورغم أن الحياة قد تغيرت، وطوت الكثير من المراحل، وقضت على تقاليد وعادات الناس إلا الشعائر الحسينية فقد واكبت الحياة، لأن الحسين عليه السلام يعني كل مظلوم ومحروم، ويزيد يعني كل ظالم وفاسد، ولا تخلو الحياة من ظالم ومظلوم حتى ظهور مهدي آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف، وحتى تحقق الدولة الكريمة العادلة التي تملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا.
ومن هنا كان أدباء الحسين عليه السلام ولاء قائما على مر العصور، والآثار التي تركوها لا تعد ولا تحصى، فكما قيل: إن الشيخ أحمد البلادي - وهو من شعراء القرن الثاني عشر الهجري - نظم ألف قصيدة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام ودونها في مجلدين ضخمين (1)، وإن الشيخ جمال الدين بن عبد العزيز الخليعي - وهو من شعراء القرن التاسع - له ديوان شعر في