مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٦ - الصفحة ٣٨١
راسخة، وحب ثابت، فكم له أمام المناوئين للإمام الحسين عليه السلام من مواقف مشهودة، ولولاه لأمات المعاندون الشعائر الحسينية والمجالس العزائية، ولكنه تمسك بها والتزم بشعائرها وقام بها خير قيام.
فكان هذا العلامة البطل - على شيخوخته وضعفه وعجزه - يمشي حافيا أمام الحشد المتجمهر للعزاء، قد حل أزاره ويضرب على صدره، وخلفه اللطم والأعلام، وأمامه الضرب بالطبل.
ومن آثاره الباقية:
إقامة المأتم في يوم عاشوراء في كربلاء، فهو أول من أقامه هناك، وعنه أخذ حتى توسع فيه ووصل إلى ما هو عليه اليوم.
وكذا تحريض علماء الدين وإثارة الرأي العام ضد البهائية في بغداد، وإقامة الدعوى في المحاكم لمنع تصرفهم في الملك الذي استولوا عليه - في محلة الشيخ بشار في الكرخ - واتخذوه حظيرة لهم لإقامة شعائر الطاغوت، وقضت المحاكم بنزعه منهم، واتخذه - رضوان الله عليه - مسجدا تقام فيه الصلوات الخمس والمآتم الحسينية في ذكرى الطف وشعائر أهل البيت عليهم السلام.
أقوال العلماء والأدباء فيه:
قال السيد محسن الأمين العاملي: (كان عالما فاضلا، أديبا شاعرا، حسن العشرة، سخي النفس، صرف عمره في طلب العلم وفي التأليف والتصنيف، وصنف مدة تصانيف في الردود، صاحبناه في النجف الأشرف أيام إقامتنا فيها ورغب في صحبة العامليين فصاحبناه، وخالطناه حضرا وسفرا عدة سنين إلى وقت هجرتنا من النجف فلم نر منه إلا كل خلق حسن وتقوى وعبادة وكل صفة تحمد، وجرت بيننا وبينه بعد خروجنا من النجف مراسلات
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست