و " الصحاح " و " السنن " و " المسانيد " و " المعاجم " ما توصلوا باجتهادهم إلى ثبوته ونقحوه وصححوه. لكن ذلك لا يغنينا عن النظر في أحاديثهم، ولا يكون عذرا لنا ما دمنا غير مقلدين لهم في آرائهم.
وحديث خطبة أمير المؤمنين عليه السلام ابنة أبي جهل على حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده الزهراء الطاهرة سلام الله عليها من أوضح الشواهد وأتم المصاديق لما ذكرنا.
لقد راجعنا هذا الحديث المتعلق بالنبي والإمام والزهراء. في جميع مظانه.
ولاحظنا أسانيده ومتونه، فتدبرنا في أحوال رواته على ضوء كلمات أعلام الجرح والتعديل، وأمعنا النظر في مدلوله على أساس القواعد المقررة في كتب علوم الحديث وبالاستناد إلى ما ذكره المحققون من شراح الأخبار فوجدناه حديثا موضوعا، وقضية مختلقة، وحكاية مفتعلة. يقصد من ورائه التنقيص من النبي في الدرجة الأولى، ثم من علي والصديقة الكبرى.
إنه حديث اتفقوا على إخراجه في الكتب. لكنه مما يجب إخراجه من السنة!
هذه نتيجة التحقيق الذي قمت به حول هذا الحديث الذي لم أقف على من بحث حوله كما بحثت، وما توفيقي إلا بالله وعليه توكلت.. وإليك التفصيل