مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١١ - الصفحة ١٠٩
نتحدث عنه في مناسبات أخرى.
هذا، وقد خلف شاعرنا الصحاف أربعة من الأولاد، وهم: الشيخ أحمد، والشيخ حسين والشيخ كاظم، والملا ناصر، وقد امتهن هذا الأخير الأعمال الحرة، ثم تفرغ أخيرا للخطابة عن طريق المنبر الحسيني.
وها نحن نقدم أمام القارئ بعض النماذج الشعرية لشاعرنا المذكور، فهذه قصيدة يستنهض بها الإمام الحجة المنتظر - عجل الله تعالى فرجه - ويخاطب بها أيضا أمير المؤمنين - عليه السلام - ويرثي الحسين - عليه السلام -، قال:
ما بال ثارك عن مثارك نازح * ولكم شجاه من الصبابة صادح وإلى م لم تنهض به متطلبا * والسيف في كف انتصارك لائح وشباه (3) يقدف بالشواظ (4) إذا انجلى كالصبح إلا أنه هو ذابح يا من له الشرف الذي لا يرتقى * من دونه انحط السماك (5) الرامح هلا دريت بأن أوج قبابكم * هدمت وقوض من علاها الصالح (5) وشرائع الإيمان غير حكمها * مع محكم القرآن جل الفادح فلئن تطل في الغيب غيبتك التي * كبرت وأنت بها خفي واضح فالحق ما في الدار غيرك مطلبا * للطالبين له يد ومنائح (6) أنت الرجا والمرتجى والغوث إذ * عزا النصير وقل فيه الناصح حتى م حتى م النوى ابن العسكري * فمتى يلوح لك اللواء اللائح (10) ضاق الخناق أبا الفتوح فلم نجد * إلاك فاتحها فأنت الفاتح أولم تهجك من الحوادث أسهم * لم يخط عن أوتارها لك سانح

(3) الشبا، جمع شباة: حد كل شئ، ومن السيف قدر ما يقطع به.
(4) الشواظ بضم الشين وكسرها: لهب لا دخان فيه، حر النار، شدة الغلة، ويراد به هنا لهيب السيف وحره.
(5) السماك: هو أحد السماكين، وهما كوكبان نيران يقال لأحدهما: السماك الرامح لأن أمامه كوكبا صغيرا يقال له: راية السماك رمحه، والآخر السماك الأعزل لأن ليس أمامه شئ.
(6) المنائح جمع منحة العطية.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست