لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٩٢
العضلات، ممكن لا واجب، فهو يحتاج إلى علة، فهل علته التامة اختيارية أو غير اختيارية لا سبيل إلى الأول لاستلزامه التسلسل، وعلى الثاني يلزم الجبر؟
قلت: إن المتوسط أمر ممكن، حادث وهو نفس الاختيار الذي هو فعل النفس، وهو بذاته يؤثر في وجوده الاختيار، فلا يحتاج إلى علة موجبة لا ينفك أثرها إذ العلية بنحو الإيجاب إنما هي في غير الأفعال الاختيارية، نعم لا بد في وجوده من فاعل وهو النفس، ومرجح وهو الصفات النفسانية، والاحتياج إلى المرجح لأجل خروج الفعل عن العبثية. (1) يلاحظ عليه: أولا: أن الإرادة ليست، نفس الشوق المؤكد، ولا الشوق المحرك للعضلات، لأن الشوق من مقولة الانفعال، والإرادة من مقولة الفعل، مضافا إلى أنه ربما يريد الإنسان بلا شوق نفساني، وإنما يفعله لغايات أخرى كشرب الدواء المر، فتفسير الإرادة بالشوق خاطئ من وجهين كما عرفت.
ثانيا: لا شك في وجود المرحلة الرابعة بعد الشوق المؤكد، وإنما الكلام في تعينها والذي يلمسه كل فاعل، مريد من صميم نفسه، أنه بعد حصول الشوق النفساني، أو العقلائي - كما في

(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»