عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١

في الطعام (1) وسأضرب لكم مثلا وهو مثل رجل كان له طعام فنقاه وطيبه، ثم أدخله بيتا وتركه فيه ما شاء الله، ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابه السوس (2) فأخرجه ونقاه وطيبه، ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء الله، ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه ونقاه وطيبه وأعاده.
ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر (3) لا يضره السوس شيئا، وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة (4) شيئا (5).

(١) التشبيه من حيث القلة: فكما أن الملح في الطعام بالنسبة إلى مواده الاخر أقل، كذلك أنتم بالنسبة إلى باقي الناس.
(٢) السوس: العث وهو دود يقع في الصوف والخشب والثياب والبر ونحوها فيفسدها.
(٣) الأندر - بضم الهمزة وفتح الدال -: الكدس أو الكومة من القمح خاصة.
(٤) الظاهر أن المراد بالفتنة - الغيبة وطول مدتها - مع تظاهر الزمان على معتقديها.
(٥) غيبة النعماني: ٢٠٩ - ٢١٠، وروى مثله بتفاوت يسير في مقدمة الكتاب:
٢٥ - ٢٦ قال: وهو ما أخبرنا به أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، وهذا الرجل ممن لا يطعن عليه في الثقة ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي - من يتم الله قال: حدثني أخواي أحمد ومحمد ابنا الحسن بن علي فضال، عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي كهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة قال: وأشار إليه في ص (٢١٠) أيضا، البحار: ٥٢ / ١١٥ - عن النعماني، بشارة الاسلام: ٥٠ - عن النعماني.
بيان: قوله _ عليه السلام _: كالنحل في الطير أمر بالتقية أي لا تظهروا لهم ما في أجوافكم من دين الحق كما أن النحل لا يظهر ما في بطنها على الطيور، وإلا لأفنوها، والرزمة - بالكسر - ما شد في ثوب واحد، والأندر - البيدر، وهو كما في النهاية: الموضع الذي يداس فيه الطعام بلغة الشام، والأندر أيضا صبرة من الطعام (انتهى).
ولعل المعنى الأخير هنا أنسب فتذكر.

(٢٢٣)