تزويج أم كلثوم من عمر - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٤
المؤمنين، لقد ذهب ما في صدري على الزبير منذ تزوجت رملة بنت الزبير، قال: فكأنه كان نائما فأيقظته، قال: فكتب إليه يعزم عليه في طلاقها، فطلقها (1).
فماذا تستفيدون من هذا الخبر؟ إن هكذا مصاهرات لها تأثيراتها، فالبنت مثلا تمرض في بيت زوجها، ولا بد وأن يأتي أبوها، لا بد وأن يمر عليها إخوتها، ولا بد وأن يكون هناك ارتباطات واتصالات، المصاهرات دائما لها هذه التأثيرات الاجتماعية، وهم ملتفتون إلى هذا.
يقول: لما تزوجت ابنة الزبير ذهب ما في صدري على الزبير، ولو تزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر ذهب ما بقلب الحجاج من البغض بالنسبة إلى بني هاشم وآل أبي طالب.
فلا بد وأن يكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بسرعة ليطلقها، وأن ينقطع هذا الارتباط والاتصال، ولا ينفتح باب للمراودة بين العشيرتين.
وهذا ما كان يقصده عمر بن الخطاب من خطبته بنت أمير المؤمنين، بعد أن فعل ما فعل، وعلي امتنع من أن يزوجه، إلى أن

(1) مختصر تاريخ دمشق 6 / 205.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 » »»
الفهرست