الكشكول المبوب - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٣٤
البيت الحرام، هادفين من جراء ذلك صده عن أداء رسالة السماء وخنق الدعوة الإسلامية في مهدها، ولم يكتف المشركون بذلك بعد أن أعياهم الجهد حتى عمدوا إلى جهالهم وصبيانهم وأغروهم برميه (صلى الله عليه وآله) بالحجارة والتراب.
مرة شكى (صلى الله عليه وآله) ذلك إلى أخيه وابن عمه علي (عليه السلام) فقال له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إذا خرجت أخرجني معك. فلما خرجا معا تعرض (صلى الله عليه وآله) كما يتعرض له كل مرة، فحمل عليهم علي (عليه السلام) فأمسكهم وقضم آنافهم وآذانهم، فكان الصبيان يهربون باكين إلى آبائهم، ويقولون: قضمنا علي، قضمنا علي، فسمي بعد ذلك ب‍ (القضم)، حتى امتنعوا من إيذائه، ثم يعودوا لأذاه، بشكل آخر، وهكذا كان ديدنهم، يحاربون النبي (صلى الله عليه وآله) بكل وسيلة تتاح لهم، وما انفكوا حتى توفت زوجته الطاهرة خديجة الكبرى (عليها السلام)، وبعد شهر توفى عمه
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»