العترة والصحابة في السنة - محمد حياة الأنصاري - ج ١ - الصفحة ٥٥
أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد، ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه قال:
لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص، فقال: يا أبا إسحاق أنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك، قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره ثم ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام فوقع فيه فقال:
أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشمته؟
والله! لأن يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له حين غزا تبوكا " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
لأحبه إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له يوم خيبر:
" لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار ".
أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن أكون صهره على ابنته ولي منها من الولد ما له أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لا أدخل عليك دارا بعد هذا اليوم، ثم نفض رواه ثم خرج.
" أخرجه أبو زرعة الدمشقي وعنه ابن كثير في " البداية والنهاية " (7 / 353).
وفي رواية أم المؤمنين أم سلمة عليها السلام: لنا مات الحسن بن علي عليهما السلام حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: أن ههنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث إليه وخذ رأيه، فأرسل إليه وذكر له ذلك.
فقال: أن فعلت هذا لأخرجن من المسجد ثم لا أعود إليه، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد، فلما مات لعنه على المنبر وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر ففعلوا. فكتبت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إلى معاوية أنكم تلعنون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على منابركم وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه، وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله صلى الله عليه وسلم فلم يلتفت معاوية إلى كلامها.
" أخرجه ابن عبد ربه في " العقد الفريد " (5 / 108).
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»