المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير - الشيخ الأميني - الصفحة ٨١
فدخلت على معاوية وهو جالس على نطع من الأدم متكئا على وسادتين خضراوين، وعن يمينه عمرو بن العاص، وحوشب، وذو الكلاع (1)، وعن شماله أخوه عتبة المتوفى (43، 44) وابن عامر بن كريز عبد الله المتوفى (57، 58) والوليد ابن عقبة الفاسق بنص القرآن، وعبد الرحمن بن خالد المتوفى (47 )، وشرحبيل بن السمط المتوفى (40، 41)، وبين يديه أبو هريرة، وأبو الدرداء (2) والنعمان بن بشير المتوفى (65)، وأبو أمامة الباهلي صدي المتوفى (81) فلما قرأ الكتاب قال: إن عليا لا يدفع إلينا قتلة عثمان.
قال الأصبغ: فقلت له: يا معاوية لا تعتل بدم عثمان، فإنك تطلب الملك والسلطان، ولو كنت أردت نصره حيا لنصرته، ولكنك تربصت به، لتجعل ذلك سببا إلى وصول الملك. فغضب من كلامي، فأردت أن يزيد غضبه، فقلت : لأبي هريرة:
يا صاحب رسول الله إني أحلفك بالذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة، وبحق حبيبه المصطفى - عليه وآله السلام - إلا أخبرتني أشهدت يوم غدير خم؟
قال: بلى شهدته. قلت: فما سمعته يقول في علي؟
قال: سمعته يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ".
فقلت له: فإذا أنت - يا أبا هريرة - واليت عدوه، وعاديت وليه.
فتنفس أبو هريرة الصعداء، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
رواه الحنفي في مناقبه (3) (ص 130)، وسبط ابن الجوزي في تذكرته ( 4) (ص 48).

(1) حوشب الحميري وذو الكلاع كانا مع معاوية في حرب صفين وقتلا بها . (المؤلف).
(2) عويمر الأنصاري: قال ابن عبد البر في الاستيعاب في الكنى [القسم الثالث / 1229 رقم 2006]: قال أهل الأخبار: إنه توفي بعد صفين. ( المؤلف).
(3) مناقب الخوارزمي: ص 205 ح 240.
(4) تذكرة الخواص: ص 85.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»